لافروف يشكك في “القدرات الذهنية” لرئيس الأركان البريطاني لاعتباره أن روسيا أخطر من التنظيمات الإسلامية
شكك وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف السبت في "القدرات الذهنية" لرئيس أركان الجيش البريطاني الذي صرّح في مقابلة أن روسيا تشكل تهديدا أكبر على أمن بريطانيا من الجماعات الاسلامية المتطرفة مثل تنظيمي الدولة الإسلامية والقاعدة.
وخلال مؤتمر صحافي في لشبونة قال لافروف ساخرا "في ما يتعلّق بتصريحات رئيس أركان الجيش البريطاني، لا يمكننا أن نثني أحدهم عن إظهار قدراته الذهنية".
وتابع وزير الخارجية الروسي "سمعت من قبل تصريحات كثيرة مشابهة على لسان وزير الدفاع البريطاني". وأضاف "لا يمكننا التأثير على قرارات الحكومة البريطانية في ما يتعلق بتعيين قادة قواتها المسلّحة".
تصريحات لافروف اللاذعة جاءت ردا على الجنرال مارك كارلتون-سميث، رئيس هيئة أركان الجيش البريطاني، الذي قال في مقابلة مع صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية إن "روسيا تمثّل اليوم بما لا يقبل الجدل تهديدا أكبر بكثير على أمننا القومي من تهديدات الإسلام المتطرف مثل القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية".
وقال رئيس الأركان البريطاني إن روسيا "تبذل جهدا ممنهجا لاستكشاف نقاط الضعف لدى الغرب واستغلالها، خاصة في بعض النواحي غير التقليدية مثل الانترنت والفضاء وأساليب الحروب تحت الماء".
وخلال مؤتمر صحافي عقب لقائه الرئيس البرتغالي، قال لافروف إن تلك الاتهامات ليست "جديدة".
وأوضح وزير الخارجية الروسي أن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كان قد "وضع روسيا في مصافي فيروس إيبولا" خلال خطابه أمام الجمعية العام للأمم المتحدة.
ويبدو أن لافروف كان يشير إلى خطاب ألقاه أوباما في 24 أيلول/سبتمبر تحدّث خلاله عن الخطر الذي تشكّله روسيا على "نظام ما بعد الحرب" بخاصة عبر سلوكها في أوكرانيا ودعمها للتمرّد على سلطات كييف. وانتقل بعدها أوباما للحديث عن الجهود الأميركية لاحتواء تفشي وباء إيبولا من دون أي إشارة لروسيا.
– توترات بريطانية روسية –
تدهورت العلاقات بين بريطانيا وروسيا إلى أدنى مستوياتها هذا العام بعد اتّهام لندن للاستخبارات العسكرية الروسية بتسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال وابنته في سالزبري بواسطة غاز الأعصاب "نوفيتشوك" المحظور.
وتسببت الحادثة بموجة طرد دبلوماسيين متبادلة بين موسكو والغرب، وبتشديد العقوبات الأميركية على روسيا.
وقال كارلتون-سميث (54 عاما) إنه بعد الهزائم التي مني بها تنظيم الدولة الاسلامية على أرض المعارك في سوريا والعراق، فإن على التحالف الغربي أن يركّز الآن على التهديد الذي تشكله روسيا وأن يفعل ذلك من خلال حلف شمال الأطلسي.
وأكد رئيس الأركان "لا يمكن أن نكون لامبالين حيال التهديد الذي تشكله روسيا أو أن نتركه بدون التصدي له".
وقال إن "أهم رد عسكري تقليدي على روسيا هو في الاستمرار في بناء القدرات والتماسك داخل الحلف الأطلسي".
ومقابلة كارلتون-سميث هي الأولى له منذ تعيينه رئيسا لهيئة الأركان البريطانية في حزيران/يونيو الماضي.
وجاءت تصريحاته بعد زيارة القوات البريطانية المتمركزة في استونيا كجزء من مجموعة قتالية تابعة للحلف الأطلسي في اطار مهمة ردع أي عدوان من روسيا المجاورة.