اليمن

مشاورات سلام لم ترتق الى درجة التفاوض حول الحرب في اليمن بالسويد وسط تصعيد في مواقف التحالف السعودي

وزيرة الخارجية السويدية مارغو وولستروم والموفد الدولي الخاص الى اليمن مارتن غريفيث في جلسة افتتاح المحادثات حول اليمن قرب ريمبو في السويد في السادس من كانون الأول/ديسمبر 2018

 

 

 

 

 

بدأت في السويد الخميس محادثات بين وفدين من الحكومة اليمنية والحوثيين وسط تصعيد في مواقف الطرفين، بينما اعتبر مبعوث الأمم المتحدة الى اليمن مارتن غريفيث اللقاء "فرصة شديدة الأهمية".

ويشهد اليمن منذ 2014 حربا مدمرة بين القوات الموالية للحكومة والمدعومة من السعودية، وتسببت الحرب بمقتل أكثر من عشرة آلاف شخص منذ 2015، تاريخ التدخل العسكري السعودي على رأس تحالف عسكري، ووضعت 14 مليون شخص على حافة المجاعة.

وقال غريفيث عند افتتاح المحادثات "في الأيام المقبلة، ستكون أمامنا فرصة شديدة الأهمية لإعطاء زخم لعملية السلام"، مضيفا "هناك طريقة لحل النزاع"، والمجتمع الدولي "موحد" في دعمه لإيجاد تسوية للصراع اليمني.

وأضاف "سيتحقق ذلك إذا وجدت الإرادة".

وذكر غريفيث أن هذه المحادثات بمثابة "مشاورات. نحن لم نبدأ بعد عملية المفاوضات".

وقال في حضور صحافيين وأمام الوفدين اليمنيين اللذين التقيا للمرة الأولى منذ أكثر من سنتين حول طاولة واحدة، "لا أريد أن أكون شديد التفاؤل، لكن أريد أن أكون طموحا جدا".

وتجري المباحثات قرب ريمبو في مركز المؤتمرات في قصر يوهانسبرغ على بعد ستّين كيلومتراً شمال ستوكهولم. وقد فرضت الشرطة طوقاً أمنيا حول الموقع. وذكر مصدر في الأمم المتحدة أن المحادثات ستستمر أسبوعا.

وبدأت الحرب اليمنية مع شن الحوثيين هجوما في 2014 انطلاقا من معقلهم في شمال اليمن سيطروا خلاله على مناطق واسعة بينها العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية (غرب) التي تعتبر شريانا حيويا لإمدادات الغذاء والمساعدات بالنسبة الى ملايين اليمنيين.

وترافق انطلاق المفاوضات التي يرى محللون أنها أفضل فرصة حتى الآن لإحراز تقدم على صعيد حل النزاع اليمني، مع أجواء تصعيدية عبر عنها الطرفان المتنازعان.

– تهديدات –

شدد وزير الخارجية اليمني خالد اليماني الذي يرأس وفد بلاده الى المحادثات، ردا على أسئلة لوكالة فرانس برس، على ضرورة انسحاب المتمردين من الحديدة.

وقال "على الميليشات الحوثية الانسحاب بسرعة من مدينة الحديدة ومينائها وتسليمها إلى الحكومة الشرعية وبالذات إلى القوات التابعة للأمن الداخلي".

وعلى الرغم من التوصل الى اتفاق تهدئة في تشرين الثاني/نوفمبر في الحديدة، لا تزال المدينة تشهد معارك متقطعة.

وقال مصدر في الوفد الحكومي إنّ الرئيس اليمني عبد ربّه منصور هادي يريد الحصول على خرائط الألغام التي زرعها الحوثيون في اليمن.

في المقابل، كتب المسؤول السياسي في حركة المتمردين محمد علي الحوثي في تغريدة على موقع "تويتر" أنه "إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران".

وتضرّر مطار صنعاء جرّاء القصف، وهو مغلق منذ منذ ثلاث سنوات نتيجة سيطرة التحالف العسكري بقيادة السعودية على أجواء اليمن.

قصر يوهانسبورغ الذي تجري فيه محادثات السلام حول اليمن في السويد في الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2018

وكان غريفيث توجه شخصيا إلى صنعاء لاصطحاب وفد الحوثيين الذي وصل معه إلى السويد مساء الثلاثاء في طائرة خاصة كويتية.

ولم يحدّد محلّلون ومصادر الأمم المتحدة أهدافاً طموحة لهذه المحادثات التي قالوا إنّ الهدف منها هو "بناء الثقة" بين الطرفين.

وصرح مصدر دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي لوكالة فرانس برس أن لديه "آمالا ضئيلة جدا" في أن تفضي هذه المحادثات إلى تقدم ملموس.

وفشلت مساع سابقة قام بها غريفيث لعقد مفاوضات سلام في أيلول/سبتمبر في جنيف عند رفض الحوثيين مغادرة صنعاء في غياب ضمانات للعودة إليها.

وانهارت جولة سابقة من محادثات السلام بين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2016، بعد الفشل في التوصل إلى اتفاق على تشارك السلطة عقب 108 أيام من المفاوضات في الكويت. وبقي ممثلون عن الحوثيين عالقين في سلطنة عمان ثلاثة أشهر.

– كارثة إنسانية –

وشهد الوضع في اليمن المزيد من التدهور في الأشهر الأخيرة، لا سيما مع تصاعد أعمال العنف في مدينة الحديدة.

ويرى محللون أن ما ساهم في الوصول الى جولة المحادثات الحالية عاملان، أحدهما يتمثل في الضغط الدولي الكبير على السعودية منذ قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر، والثاني عملية إجلاء خمسين جريحا من المتمردين الاثنين الى سلطنة عمان.

كما تم التوصل هذا الأسبوع الى اتفاق على تبادل مئات المعتقلين لدى الطرفين.

وأكد وزير الخارجية اليمني لفرانس برس التزام حكومته بالاتفاق.

وقال عضو في الوفد الحوثي حميد عصام لفرانس برس "جئنا الى هنا بنية إنجاح المشاورات، لكن الأمر لا يتوقف على خالد اليماني (…)، بل على السعودية والإمارات العربية والولايات المتحدة".

وأعلن برنامج الأمم المتحدة الغذائي الخميس أنه يسعى للوصول الى 12 مليون يمني بحلول نهاية كانون الثاني/يناير لتقديم المساعدات لهم. وهو قادر حاليا على الوصول الى ثمانية ملايين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى