العلاقات التركية الأميركية أعمق مما يبدو للبعض
صرح ترامب بحدة ضد تركيا، ثم عاد وتراجع عن كلامه خلال نصف يوم. تبقى العلاقات التركية الأميركية أعمق مما يبدو للبعض.
محمد صالح الفتيح*
رهاني على أن المؤسسات في واشنطن أقدر على رسم السياسة الخارجية من ترامب يعود لقدرة هذه المؤسسات على البناء على رصيد هائل من العلاقات والتجارب السابقة، وهذا ما تراهن عليه الدول الأخرى. لهذا فإن الدول الوحيدة التي تراهن على ترامب هي تلك التي تمتلك علاقات غير مستقرة مع واشنطن ولا حليف لها هناك: مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية وربما سورية.
ترامب مثلاً سيبذل كل مافي وسعه لإعاقة تمرير قرارات تسلح أوكرانيا. ماذا ستفعل المؤسسات الأميركية؟ تفعل شيئين: أولاً، تشجع حلفاء واشنطن على شراء المعدات العسكرية الأوكرانية لتقوية الصناعات العسكرية الأوكرانية ضد روسيا (يمكنكم أن تجربوا البحث عن دول الشرق الأوسط التي بدأت شراء المنتجات العسكرية الأوكرانية مؤخراً) وثانياً، تشجيع حلفاء واشنطن على تزويد كييف بما تحتاجه. هذا الأسبوع وقعت تركيا صفقة مع أوكرانيا بقيمة 70 مليون دولار لتزويدها بطائرات بدون طيار قادرة على إطلاق الصواريخ الدقيقة التوجيه. الناطقة باسم الخارجية الروسية اعتبرت أن هذا يفاقم الأزمة الأوكرانية. من يتابع الحرب الأوكرانية يعلم حجم الرهان الأوكراني على هذه الطائرات غير المسيرة لأن الطائرات التقليدية مكشوفة للدفاعات الجوية في الشرق الروسي. ولكن الولايات المتحدة والغرب لن يبيع مثل هذه الأسلحة لأوكرانيا والصين كذلك لن تفعل. هنا تظهر فائدة إضافية لتركيا. وهنا تظهر فائدة الرهان على المؤسسات والعلاقات التقليدية. ترامب هو “مقوض” disruptive فقط لاغير.
الصورة لطائرة Baykar TB2 التركية.