مخاوف من مئات القتلى بانهيار سد في البرازيل
وعثر على سبع جثث الجمعة عقب ساعات من وقوع الكارثة بعدما تسبب انزلاق للتربة بانهيار السد في منجم للحديد الخام قرب مدينة بيلو أوريزونتي عاصمة ولاية ميناس جيرايس.
وبينما قال أحد عناصر الإطفاء لقناة “غلوبونيوز” إنه يعتقد أن الأمل لا يزال قائما للعثور على مزيد من الناجين، إلا أن روميو زيما — حاكم الولاية الواقعة في جنوب شرق البلاد — صرح الجمعة أن فرص العثور على ناجين “ضئيلة”. وقال “لن نعثر سوى على جثث على الأرجح”.
وبحسب عناصر الإطفاء، كان نحو 150 من المفقودين البالغ عددهم 300 في موقع المنجم والباقي في المناطق الريفية المحيطة عندما انهار السد. وتم نقل 20 جريحا إلى مستشفيات المنطقة.
وانهار سد المنجم التابع لمجموعة “فالي” للتعدين بعد ظهر الجمعة في برومادينيو البلدة التي يسكنها 39 ألف نسمة وتبعد نحو 60 كلم جنوب غرب بيلو اوريزونتي.
من جهته، غادر الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو العاصمة برازيليا في وقت مبكر السبت إذ يتوقع أن يتوجه إلى ميناس جيرايس السبت ليحلق فوق المنطقة المنكوبة برفقة وزير الدفاع.
وقال بولسونارو في لقاء مع صحافيين في برازيليا “سنسجل الأضرار لنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للتخفيف عن عائلات الضحايا والمشاكل البيئية”.
وأعربت السلطات عن قلقها في البداية بشأن التوقعات بهطول الأمطار التي قد تعقد عمليات الإنقاذ. لكن السماء بدت صافية صباح السبت في برومادينو.
وقال أحد عناصر فريق هيئة الصليب الأحمر الذين تم إرسالهم إلى المنطقة والتر مورياس لفرانس برس إن مجموعته “ستبدأ العمليات الإنسانية لمساعدة الأشخاص الذين تم إنقاذهم وباتوا بلا مأوى”.
– “المأساة البشرية أكبر بكثير” –
وذكر مصور من وكالة فرانس برس كان على متن طائرة حلقت فوق المنطقة أن سيلا من الوحول يغطي مساحات واسعة من الأراضي، متحدثا عن دمار طال منازل كثيرة.
وفي برومادينيو، انتظر عدد كبير من أقرباء العاملين في المنجم أخبارا جديدة بقلق حيث لم يخفوا غضبهم بسبب قلة المعلومات التي تصدر عن السلطات.
وقالت أوليفيا ريوس لوكالة فرانس برس “إنهم لا يقولون شيئا! هؤلاء هم أبناؤنا وأزواجنا ولا أحد يقول شيئا. سألني ابن شقيقي ما إذا كان والده توفي، ماذا أقول له؟”.
وصرح فابيو سفارتسمان رئيس مجلس إدارة مجموعة “فالي” أن “معظم الأشخاص المتضررين من موظفينا”.
لكنه توقع أن تكون هذه “المأساة البيئية” أصغر من تلك التي وقعت في 2015 عندما انهار منجم في الولاية ذاتها قرب مدينة ماريانا ما أسفر عن مقتل 19 شخصا في حادثة اعتبرت أسوأ كارثة بيئية تعصف بالبلاد. إلا أن سفارتسمان أكد أن “المأساة البشرية أكبر بكثير”.
وتراجعت أسعار أسهم مجموعة “فالي” بأكثر من ثمانية بالمئة عند إغلاق بورصة نيويورك بعد انخفاض تجاوز 11 بالمئة لدى الإعلان عن انهيار السد.
وذكر الموقع الإخباري الالكتروني “جي1” أن السلطات القضائية في ميناس جيرايس أمرت بتجميد حسابات مصرفية قيمتها مليار ريال (233 مليون يورو) تمهيدا لدفع تعويضات للضحايا.
– “مأساة تم التنبؤ بها” –
ولم تتضح بعد أسباب انهيار السد
وفي هذا السياق، اعتبر المهندس المختص ديكران بربريان، وهو استاذ في جامعة برازيليا، أن كارثة الجمعة كانت “مأساة تم التنبؤ بها”.
وقال “ظهرت مؤشرات في السابق بأن السد يسرب (المياه). لا أرى أي أمر لم يكن متوقعا. لا توجد براكين لدينا هنا ولا زلازل كان بإمكانها أن تتسبب بذلك. كان من المفروض أن تكون جميع الأمور محسوبة”.
إلا أن شركة “توف سود” الألمانية التي تفحصت السد قبل اشهر فقط بناء على طلب مجموعة “فالي” أعلنت السبت أنها لم تجد أي خلل فيه آنذاك.
وقال متحدث باسم الشركة لفرانس برس إن “+توف سود+ وبتفويض من +فالي+ أجرت معاينة للسد في أيلول/سبتمبر 2018 لم تجد أي خلل فيه على علمنا”.
وأضاف أن الشركة ليست بصدد تقديم مزيد من المعلومات في وقت لا تزال التحقيقات جارية بشأن الكارثة لكنه أكد أنها تتعاون مع التحقيق بشكل كامل بما في ذلك تقديم “جميع الوثائق اللازمة”.
بدورها، ذكرت منظمة “غرينبيس” المدافعة عن البيئة في بيان انه “من غير المعقول أن يقع بعد ثلاث سنوات وشهرين من (كارثة ماريانا) حادث يحمل الصفات نفسها في المنطقة نفسها”.
وحينذاك، تسببت الحادثة بانتشار ملايين الأطنان من مخلفات الحديد السامة على امتداد مئات الكيلومترات. وكان “فالي” حينها تدير السد بالاشتراك مع المجموعة “بي إتش بي” البريطانية الأسترالية.