واشنطن تضيق الخناق على رئيس فنزويلا وروسيا والصين تنددان
واجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الثلاثاء مزيدا من الضغوط الأميركية بعد تلويح واشنطن بفرض “عقوبات إضافية” على نظامه وتقديمها تعهّدات جديدة لخصمه خوان غوايدو الذي طلب النائب العام الفنزويلي منعه من السفر.
وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين “نحن نبحث باستمرار عن عقوبات إضافية (…) للتأكد من أننا نحمي أصول البلاد من أجل شعب فنزويلا”، مضيفا “بلا شك نحن نحاول قطع التمويل عن النظام”.
وكانت الولايات المتحدة فرضت الإثنين عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية، وقد حظرت على الشركات الأميركية التعامل معها وجمّدت أصولها في الولايات المتحدة.
وقال الخبير الاقتصادي لويس فيسنتي ليون لوكالة فرانس برس إن “استراتيجية الولايات المتحدة تقضي بالتسبب في انهيار النظام الاقتصادي الفنزويلي لفرض خروج” مادورو من الحكم.
والثلاثاء أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن وضعت رسميا الحسابات التابعة للحكومة الفنزويلية في المصارف الأميركية بتصّرف المعارض الفنزويلي خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه “رئيسا بالوكالة” واعترفت به الولايات المتحدة ودول أخرى.
وصرح مادورو مساء الاثنين محذرا الرئيس الأميركي بعد إعلان واشنطن عقوبات جديدة، أن “الدماء التي قد تراق في فنزويلا ستلطخ يديك دونالد ترامب”.
والثلاثاء طلب النائب العام في فنزويلا طارق وليم صعب من المحكمة العليا منع غوايدو من مغادرة البلاد وتجميد حساباته البنكية.
ويعقد البرلمان برئاسة غوايدو (35 عاما) الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة، اجتماعا الثلاثاء للبحث في “خطة إنقاذ” وإمكانية “إجراء انتخابات حرة ونزيهة”، وهو مصمم على دفع مادورو إلى الرحيل.
– “تدخّل سافر” –
ودعا غوايدو الى التظاهر الاربعاء ثم السبت معولا على الدعم الدولي الذي يحظى به.
وتخشى الأسرة الدولية كارثة إنسانية في هذا البلد الذي كان أغنى دول أميركا اللاتينية وبات اليوم يعاني تضخما هائلا بلغ نسبة عشرة ملايين بالمئة في 2019 بحسب صندوق النقد الدولي، ونقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية.
وفي المقلب الآخر المؤيد لمادورو نددت الصين وروسيا الثلاثاء بالعقوبات الاميركية الجديدة على فنزويلا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “تعتبر السلطات الشرعية في فنزويلا هذه العقوبات غير قانونية ونحن ننضم تماما الى وجهة النظر هذه”. وتستثمر روسيا مليارات الدولارات في قطاعي المحروقات والاسلحة في فنزويلا.
بدورها، أكدت الصين التي تتصدر قائمة الجهات الدائنة لفنزويلا، “رفضها العقوبات الاحادية” على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية غينغ شوانغ الذي اعتبر ان هذه العقوبات “ستؤدي الى تدهور حياة سكان فنزويلا و(من فرضها) سيكون مسؤولا عن تداعيات خطيرة”.
وإضافة الى بكين وموسكو، لا يزال مادورو يتلقى دعم كوريا الشمالية وتركيا وكوبا.
غير أن أصواتا متزايدة ترتفع تأييدا لخوان غوايدو، ولا سيما في أوروبا حيث أمهلت ست دول هي إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا، الرئيس الاشتراكي حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات تحت طائلة الاعتراف بخصمه رئيسا.
وأسفرت التظاهرات التي تنظمها المعارضة عن سقوط أكثر من اربعين قتيلا في اسبوع، وفق ما اكدت الامم المتحدة الثلاثاء. وكانت منظمة “بروفيا” الفنزويلية غير الحكومية تحدثت عن 35 قتيلا على الاقل لافتة الى ثمانية “إعدامات من دون محاكمة” بعد هذه التظاهرات خلال عمليات للشرطة.
ولا يزال مادورو متمسكا بموقفه، فقد رفض مهلة الاوروبيين ويتهم الولايات المتحدة بانها تعمل في الكواليس بهدف الاطاحة به. وكتب الثلاثاء على تويتر “على المعارضة ان تتجاهل الدعوات الامبريالية (الولايات المتحدة) التي تهدف الى التسبب بمواجهة بين الاخوة”.
واكد غوايدو انه “تشاور” مع الرئيس (ترامب) وباشر تولي السيطرة على أصول فنزويلا في الخارج كما باشر “آلية تعيين لجان إدارة بيديفيسا وسيتغو” فرع شركة النفط الوطنية الفنزويلية للمصافي في الولايات المتحدة.
ويشكل النفط مصدر العائدات الرئيسي لفنزويلا التي تملك احتياطات خام تعتبر من الأكبر في العالم، ولو أن إنتاجها تراجع في السنوات الأخيرة بسبب عدم صيانة المنشآت.
وإلى الجانب الاقتصادي استهدفت المعارضة وواشنطن الجيش، الركيزة الثانية للنظام والذي يستند إليه مادورو منذ 2013 للبقاء في السلطة.
وبدأت بعض الانشقاقات بالظهور، مع إعلان الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن الكولونيل خوسيه لويس سيلفا السبت تأييده لغوايدو.
وحض مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون الجيش وقوات الأمن على القبول بانتقال “سلمي وديموقراطي ودستوري” للسلطة.
وعرض غوايدو العفو عن الموظفين الحكوميين والعسكريين الذين يقررون دعمه.
والثلاثاء وجّه غوايدو عبر تويتر نداء للقضاة قائلا “أتوجّه إلى من هم في مقر المحكمة العليا: النظام في ايامه الاخيرة، لا مفر من ذلك، لستم مجبرين على التضحية بانفسكم من أجل مغتصب (للسلطة) وزمرته”.