نجاح حملة حفتر على طرابلس يعتمد على قدرته على كسب ميليشيات الغرب (محللون)
قال محللون ان نجاح العملية العسكرية التي يشنها المشير خليفة حفتر في ليبيا، بدعم سعودي إماراتي مصري، يعتمد أكثر على قدرته على كسب ولاء الميليشيات المحلية منه على القدرات العسكرية لقواته.
وبحسب كريم بيطار من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية فأن “الأحداث في ليبيا تتأثر بشكل كبير منذ ثلاث أو أربع سنوات بالأزمة في الخليج وبشكل خاص بالحرب بالوكالة بين قطر والإمارات”.
وبعد 11 يوما من التقدم، فإن قوات حفتر رجل شرق ليبيا القوي ما زالت على أبواب طرابلس، بينما وصل عدد القتلى إلى 147 منذ بدء القتال في الرابع من نيسان/ابريل، بحسب منظمة الصحة العالمية. وهو ما يعني على ما يبدو أنها تواجه مقاومة.
وفي الأيام الأولى من الهجوم، نشرت وسائل اعلام تابعة لقوات حفتر صورا لطوابير طويلة من السيارات العسكرية المتجهة صوب طرابلس في استعراض للقدرات العسكرية.
وذكرت صحيفة “وال ستريت جورنال” الجمعة أن السعودية التي زارها حفتر قبل أيام من انطلاق العملية العسكرية، وعدته بتقديم عشرات ملايين الدولارات.
وقال مركز صوفان للشؤون الامنية في تقرير له مؤخرا أن “كراهية حفتر (لتنظيم) الإخوان المسلمين، والذي ما زال يحتفط ببعض النفوذ في طرابلس وضمن اجزاء من الحكومة الرسمية، جعله يحظى بشعبية لدى السعودية والإمارات”.
وبحسب المركز فإن الرياض وأبو ظبي “تعتبران الإخوان المسلمين تهديدا كبيرا لسلطتهما وتدعمان بقوة الرجال الأقوياء مثل الرئيس المصري عبد الفتاح) السيسي في مصر وحفتر في ليبيا، تحديدا بسبب موقفهم المناهض” للإسلاميين.
وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الاماراتية، زار مصر اواخر آذار/مارس الماضي والتقى مع الرئيس المصري قبل أن يشن حفتر عمليته في ليبيا.
وزار حفتر القاهرة الأحد.
– “عصابات وجهاديون”-
وتبدو هذه العملية العسكرية كنتيجة اخرى للخلاف بين قطر وحليفتها تركيا الداعمتين للإسلاميين في غرب ليبيا، في مواجهة دول عربية تقاتلهم.
ويتهم “الجيش الوطني الليبي” بقيادة حفتر باستمرار تركيا وقطر بتزويد خصومه بالأسلحة.
وفي لعبة السياسة الليبية المعقدة، قد لا يتمكن “الجيش الوطني الليبي” لوحده من السيطرة بطريقة حاسمة على غرب البلاد وبسط سلطته في منطقة طرابلس.
ويشار الى ان الميليشيات والجماعات المسلحة في الغرب الليبي ليست متجانسة ولا تدعم بذات الطريقة حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس.
ويؤكد مركز صوفان أن تعقيد المشهد السياسي الليبي ناجم عن كون “العصابات والمجرمين والجهاديين يغيرون توجهاتهم في خليط معقد من التحالفات العابرة”.
ويؤكد ماتيو غودير، الخبير في شؤون الدول العربية لوكالة فرانس برس “لا يمكن للمشير حفتر أن ينجح في العملية إلا إذا تمكن من قلب التحالفات والحصول على دعم عدد من القبائل غرب البلاد لأن هذه المنطقة خاضعة لسيطرة قوات محلية”.
ويرى غودير أنه يتوجب على حفتر أن “يستوحي من النظام الذي وضعه (الزعيم السابق معمر) القذافي للسيطرة على الأراضي لفترة مستدامة وإلا ليس لديه أي فرصة لإعادة توحيد البلاد تحت مظلة حكومة واحدة”.
-“سلطة هشة”-
وقال اندرياس كريغ، الباحث في مجال الدفاع في كينغز كولدج في لندن، “أعتقد أن حفتر يواجه صعوبات كبرى على الأرض غرب ليبيا”.
وأضاف أنه “متورط في حرب فظيعة بين ميليشياته (الجيش الوطني الليبي)، والميليشيات التي تحاول الدفاع عن حكومة الوفاق الوطني”.
وأعتبر كريغ أن “خطاه الرئيسي كان التقليل من شأن كتائب مصراتة القوية (200 كلم شرق طرابلس) واستعدادها للقتال ليس بالضرورة لصالح حكومة الوفاق ولكن ضد حفتر”.
وبحسب كريغ فإن كتائب مصراتة لا تشعر “بأنها لم تقدم التضحيات عام 2011 ( حين استهدفت مدينتهم من قوات موالية لنظام القذافي)، لتخضع لقائد عسكري آخر هو حفتر”.
ومن جهته، يرى كريم بيطار أن رهان حفتر “ينطوي على مخاطر، لكنه يحظى علنا أو ضمنا بترحيب الكثير من الدول العربية والغربية”.
ولكنه يشير أنه “من الصعب أن يصبح +السيسي الليبي+ لأن هذا البلد يفتقد إلى جيش ومؤسسات مركزية متينة بقوة نظيرتها في مصر” معتبرا بالتالي أن سلطة حفتر “ستبقى هشة”.