كتاب وآراء

النفط المفقود .. روسيا وإيران في قفص الأسئلة السورية

النفط المفقود .. روسيا وإيران في قفص الأسئلة السورية

دمشق ـ كامل صقر: كيفما أدرت وجهك في سورية لن تجد مشهداً أوسع وأطول من طابور سيارات تدور محركاتُها على قطرات البينزين الأخيرة في خزاناتها، طابورٌ ترى بدايته ولن ترى نهايته، حتى الأقمار الصناعية وطائرات الاستطلاع الصديقة والعدوة لن تلتقط صوراً تتكرر في كل المدن السورية إلا صور الانتظار. دعكم من السماء وأقمارها ولنبقى على الأرض، حيث ثمة سؤال كبير يشغل بال السوريين أين هم الحلفاء من أزمتنا غير المسبوقة تلك، هل عجزوا عن إمدادنا بمشتقات النفط في هذه الظروف الحرجة؟.
يتداول السوريون فيما بينهم سؤالاً ربما يكون بسيطاً مفاده: لو أن روسيا قررت أن تُرسل لنا ناقلة نفط ضخمة أو ناقلتين أو ثلاث وقامت بتسيير تلك الناقلات في عرض البحر، مَن سيجرؤ على اعتراضها أو حتى النظرَ إليها؟ يقول هؤلاء أيضاً: موسكو تسيّر بارجات حربية وفرقاطات وحاملات طائرات متى شاءت إلى قبالة الشواطئ السورية ولا أحد في هذا الكون يعترض طريقَها أو حتى النظر إليها، فلماذا لا تُرسل الحليفة روسيا ناقلات نفط الآن إذاً؟.
السؤال بسيط، لكن مَن يملك الإجابة عليه؟، هل الأسباب مالية؟ أم تقنية؟ أم الاسباب سياسية؟. وربطاً بهذا السؤال ثمة طرح موازٍ يفكر به السوريون مفاده أن الدولة الروسية التي اتخذت قرار التدخل السريع لدعم الجيش السوري عسكرياً في أيلول من العام 2015، لماذا لم تتخذ قرار التدخل الإسعافي لدعم الحكومة السورية التي تئن تحت شح الوقود الآن؟.
أما إيران، وإن كان السوريون يُدركون الوقع القاسي للعقوبات الأمريكية المفروضة عليها ويُدركون أنها لا تملك الإمكاناتِ والقوةَ الروسية لكي تتحدى الحظر البحري الأمريكي، لكنهم يسألون أنفسهم عن الخط الائتماني الذي كان النفط الإيراني يصل من خلاله إلى بلادهم، يسألون كيف يتوقف أو تنتهي مدته وكيف لا يتم تجديده، ويسألون لماذا لا يخضع هذا الخط الاقتصادي لذات الاعتبارات التي تحكم العلاقات السياسية والعسكرية بين دمشق وطهران لجهة المرونة المطلقة بحيث تتحرر عملية توريد النفط الإيراني مؤقتاُ واستثنائياً الآن على الأقل من قوالب العلاقات وأنظمتها وترتيباتها الحكومية؟

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى