5 مراهقين غيروا العالم
يعرف الأطفال في سن المراهقة عادة بالكسل والخمول والانشغال بأمورهم الشخصية.
ولكن جيلا جديدا منهم أثبت أن الأطفال في هذه السن لهم انشغال عميق بالقضايا الاجتماعية والسياسية والبيئية وأنهم مستعدون للتحرك من أجل تغيير الأوضاع في العالم.
ومن بينهم هؤلاء غريتا ثونبورغ، البالغة من العمر 16 عاما، والتي وجهت في برنامج للقناة الرابعة في إذاعة بي بي سي، دعوة للسياسيين في بريطانيا إلى الإصغاء لما يقوله العلماء بخصوص قضايا البيئة.
ونتعرف هنا على 5 من هؤلاء الناشطين الذين تمكنوا بفضل جهودهم في سن المراهقة من التأثير في العالم كله.
غريتا ثونبورغ
ولدت الطفلة السويدية عام 2003 وأصبحت صوتا بارزا على مستوى العالم في مجال تغير المناخ.
ودعت الفتاة في 2018 إلى إضراب المدارس بعدما شاركت في أول اعتصام لها أمام مبنى البرلمان السويدي، ومنذ ذلك التاريخ استجاب لدعوتها أكثر من مليون طالب عبر العالم حيث تركوا مقاعد الدراسة احتجاجا على عدم تحرك الحكومات بشأن تغير المناخ.
وقالت العام الماضي، في مؤتمر أممي حول تغير المناخ، “بما أن قادتنا يتصرفون مثل الأطفال، كان لابد علينا أن نتحمل المسؤولية بدلا عنهم. علينا أن نفهم ما فعلته الأجيال السابقة بنا، وما تسببت فيه من ضرر، وعلينا معالجته، وعلينا أن نسمع الناس أصواتنا”.
وتحدثت غريتا عن إصابتها بالتوحد، وكيف أن ذلك ساعدها في نشاطها البيئي. وقد شاركت في احتجاجات لندن الأخيرة بشأن تغير المناخ، وألقت خطابا في مجلس العموم.
ملالا يوسف زاي
عندما كانت ملالا يوسف زاي في الحادية عشرة من عمرها شرعت في تدوين يوميات عن حياتها في باكستان تحت حكم طالبان. ونالت مذكراتها شهراة عالمية، ثم أصبحت تتحدث عن ضرورة تمكين الفتيات من حق التعليم.
ولكن حياتها تغيرت تماما بعد ثلاثة أعوام عندما أطلق عليها مسلحون النار، وهي في حافلة مدرسية، فأصيبت برصاصة في رأسها.
ولكن محاولة الاغتيال لم تثنها عن نشاطها، بل إنها اكتسبت شهرة ودعما عالميا، واحتلت غلاف مجلة تايم، وأصبحت في 2014 أصغر الحائزين على جائزة نوبل سنا في التاريخ.
وقالت ملالا في خطاب تسليم جائزة نوبل: “هذه الجائزة ليس لي فحسب، وإنما لأولائك الأطفال المنسيين الذين يريدون التعليم، لأولائك الأطفال الخائفين الذين يريدون السلام، والذين لا صوت لهم ويريدون التغيير. وأنا هنا لأدافع عن حقوقهم، ولأسمع صوتهم، هذا ليس أوان للشفقة عليهم”.
إيما غونزاليس
في فبراير/ شباط 2018 أطلق مسلح النار في مدرسة مارجوري ستونمان دوغلاس في باركلاند بولاية فلوريدا فقتل 17 شخصا.
وعوضا عن الاستسلام للخوف بعد هذا الحادث المروع، قرر عدد من الأطفال الناجين من المجزرة تنظيم حملة وطنية لإنهاء العنف الناتج عن حمل السلاح.
وبرزت إيما غونزاليس، التي كان عمرها 18 عاما، من بين قادة هذه الحملة. وأسست مع آخرين مجموعة تدعو إلى وضع قيود على حيازة السلاح.
وألقت في مارس/ آذار 2018 خطابا حماسيا في مسيرة احتجاجية في العاصمة واشنطن وقرأت على الحضور أسماء زملائها الذين قضوا في إطلاق النار قبل ان تلتزم الصمت التام لأربع دقائق، وهي الفترة التي قضاها المسلح في إطلاق النار في المدرسة.
وبعد الحملة التي قادتها إيما وزملاؤها، صادق المشرعون في فلوريدا على قانون يرفع سن رخصة حيازة السلاح من 18 إلى 21 عاما، مع وضع مهلة انتظار لمدة ثلاثة أيام قبل إصدار تراخيص أغلب أنواع الأسلحة.
جاك أندراكا
كان جاك أندراكا في سن 15 عاما عندما اخترع ما يبدو أنه الجهاز الأقل تكلفة لتشخيص سرطان البنكرياس.
وحصل على مبلغ 75 ألف دولار نظير اختراعه في معرض العلوم والهندسة الدولي عام 2012. وقال إن توصل إلى الفكرة بفضل قراءة أبحاث علمية كانت متاحة على الانترنت مجانا.
ولا يزال الاختراع يخضع لدراسة الجدوى ويقول عنه البعض بمن فيهم جاك إنه فكرة وليس منتجا نهائيا.
أميكا جورج
قرأت أميكا جورج عن جمعية خيرية في بريطانيا كانت ترسل المنتجات الصحية إلى أفريقيا ثم أصبحت ترسلها إلى مدينة ليدز لأن فيها فتيات ليس بمقدورهن شراء هذه المنتجات، فقررت أن تتحرك لدعم الفتيات اللاتي يعانين لتوفير المنتجات الصحية اللازمة للتعامل مع الدورة الشهرية في بريطانيا.
أطلقت أميكا، وكان عمرها 17 عاما، حملة لمساعدة الفتيات اللاتي يعانين لتوفير المنتجات الصحية اللازمة للتعامل مع الدورة الشهرية، ونظمت احتجاجا أمام مقر الحكومة شارك فيه 200 شخص بالزي الأحمر يطالبون الحكومة بالتحرك.
وأعلنت الحكومة البريطانية بعد هذه الضغوط في مارس/ آذار 2019 أنها ستمول توفير منتجات صحية مجانية في جميع مدارس انجلترا.
وكتبت أميكا على حسابها بموقع تويتر: “بالنسبة لي، الحملة، أثبتت قدرة طفلة واحدة غاضبة على التأثير السياسي بفضل نشاطها وبفضل مواقع التواصل الاجتماعي التي تربط بين أصحاب الأفكار والقضايا المشتركة”.