تحطم طائرة إيروفلوت الروسية: خطأ طيار أم صاعقة؟
يبحث المحققون الروس احتمال أن يكون سبب تحطم طائرة إيروفلوت هو خطأ من الطيار، وقتل في الحادث 41 شخصا ممن كانوا على متنها بعد هبوطها في مطار شيريميتيفو في موسكو.
ويقول بعض أعضاء طاقم الطائرة وبعض الركاب الناجين إن طائرة سوخوي سوبرجيت-100 ضربتها صاعقة في الجو، وأدى هذا إلى تعطل الاتصالات مع حركة المراقبة على الأرض.
ولكن سرعة هبوط الطائرة الشديدة وهي محملة بالوقود لم تكن طبيعية.
وكشف مقطع فيديو بعض المسؤولين وهم يمزحون خلال مشاهدتهم للطائرة وهي تحترق.
ولا يعرف من هم هؤلاء المسؤولون الروس، الذين ظهروا في الفيديو المنشور على موقع تويتر.
وجاء في بيان صادر عن إدارة مطار شيريميتيفو أن هؤلاء المسؤولين ليسوا من إدارة المطار، ولا من شركة إيروفلوت.
وطالب البيان بعقاب المسؤولين في الفيديو، متهما إياهم بانتهاك أخلاقيات المهنة.
وسمع صوت أحدهم يقول وهم يضحكون: “إنها هبطت بسلام، مع شيء من اللهب”، في الوقت الذي كانت الصورة فيه تظهر الطائرة محاطة بفرن من النيران.
وقد هبطت الطائرة بشدة بعد 30 دقيقة من إقلاعها الأحد، واشتعلت فيها النيران. وكان إقلاعها طبيعيا، وهي في طريقها إلى مورمانسك في شمال البلاد.
وأظهر فيديو كرة كبيرة من النيران تحيط بمؤخرة الطائرة، لكن 37 شخصا – من بينهم أربعة من طاقمها – تمكنوا من الفرار عبر مخرج في قسم الطائرة الأمامي.
وعثرت السلطات على الصندوقين الأسودين وهما في حالة جيدة، ويفحصان حاليا. ولكن نتيجة الفحص لن تظهر قبل عدة أسابيع.
ورفضت وزارة المواصلات الروسية وقف طراز سوبرجيت-100 عن الطيران، قائلة إنه لا يوجد دليل واضح على خطأ في تصميم هذا النوع من الطائرات.
لكن بعض خبراء الملاحة الجوية يتساءلون عن السبب الذي أدى إلى تعطيل الاتصالات في الطائرة بسبب ضربة صاعقة، وهو شيء ليس من المعتاد أن يحدث، لأن الطائرات الحديثة مصممة بطريقة تتحمل فيها الصواعق.
وكانت الطائرة المحطمة جديدة نسبيا، ولم يكن جدول رحلاتها مزدحما، كما أنها فحصت فحصا روتينيا للكشف عن حالتها في أبريل/نيسان.
ونقلت صحيفة كومرسانت اليومية عن مصادر لم تكشف عنها مقربة من التحقيق، القول باحتمال وقوع خطأ من الطيار أدى إلى تحطم الطائرة. وتوجد هنا عدة عوامل يجب النظر إليها:
- قرار الطيارين الطيران في مواجهة عاصفة، أدى إلى زيادة المخاطرة
- أنهم تسرعوا في الهبوط، وإن كان الإجراء الطبيعي هو الدوران فوق المطار أولا، لإحراق الوقود
- أنهم كانوا يهبطون والطائرة في حالة طوارئ، ويتطلب هذا المزيد من المهارة، لأن النظام الآلي كان قد تعطل
- أنهم فيما يبدو اضطروا إلى تجاوز السرعة الطبيعية في الهبوط، مما أدى، بالإضافة إلى امتلاء خزانات الوقود، إلى قفز الطائرة على المدرج
وأدى تأثير الهبوط الشديد – فيما يبدو – إلى تدمير عجلات الهبوط، وتطاير الحطام إلى أحد المحركات أو إلى أكثر من واحد منها، مما سبب اشتعال النيران المميتة.
ونقلت محطة روسية عن الطيار، دينيس يفدوكيموف، قوله إن: “النيران حدثت بعد الهبوط، وهذا كما أفهم بسبب الهبوط، وربما كان هذا هو السبب”، وأشار كذلك إلى امتلاء خزانات الوقود.
وتمتلك شركة إيروفلوت 50 طائرة على الأقل، وأمرت بـ100 أخرى. وبدأت الطائرات الخدمة في 2011.
وترددت بعض المخاوف بشأن تحمل طائرات سوبرجيت ومستوى سلامتها. ووصفت وثيقة داخلية لدى إيروفلوت في فبراير/شباط 2018 مستوى السلامة لهذا النوع من الطائرات بأنه “عادي”، بينما يتصف مستوى طائرات إيرباص وبوينغ بأنه “عالٍ”.
وكانت حادثة الأحد هي أول حادثة تتحطم فيها طائرة سوبرجيت في رحلة مدنية. ولكن طائرة من هذا الطراز في 2012 سقطت في بركان في إندونيسيا، وقتل في الحادثة جميع من كانوا على متنها وعددهم 45 شحصا. وقيل وقتها إن السبب يرجع إلى خطأ بشري.