الأمم المتحدة تؤكد بدء انسحاب الحوثيين من الحديدة
أكّدت الأمم المتحدة بدء انسحاب الحوثيّين السبت من ثلاثة موانئ في محافظة الحديدة غرب اليمن
ويُعدّ انسحاب الحوثيّين خطوةً أولى في إطار تنفيذ اتّفاق لوقف إطلاق النّار بين الحكومة اليمنيّة في المنفى كان قد تمّ التوصّل إليه في السويد العام الفائت.
وردّاً على سؤال لوكالة فرانس برس حول بدء إعادة انتشار قوّات الحوثيّين، قال المتحدّث باسم الأمم المتحدة فرحان حق “نعم، لقد بدأت”.
من جهته، قال مصدر مقرّب من الحوثيّين إنّ الموانئ سُلّمت إلى خفر السّواحل الذين كانوا مسؤولين عنها قبل استيلاء الحوثيّين عليها قبل قرابة خمس سنوات.
وأفاد مصوّر في فرانس برس في ميناء الصليف أنّه شاهد قوّات الحوثيّين تُغادر الموقع، فيما كان رجال في زيّ خفر السواحل يدخلونه، مضيفاً أنّ هذه التحرّكات تمّت بمراقبة الأمم المتحدة.
من جانبها، نقلت قناة “المسيرة” عن المسؤول في لجنة إعادة الانتشار محمد القادري قوله “نفّذنا ما علينا من التزامات المرحلة الأولى لإعادة الانتشار، وعلى الأمم المتحدة إلزام الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته”.
– اجتماع للأمم المتحدة –
وقال رئيس لجنة الأمم المتحدة للإشراف على التهدئة الجنرال مايكل لولسغارد في بيان إنّ “هذه هي الخطوة العمليّة الأولى على أرض الواعق منذ إبرام اتّفاق الحديدة”، موضحاً أنّ عمليّة انسحاب الحوثيّين ستنتهي بحلول الثلاثاء.
ويجتمع مجلس الأمن الدولي لتلقّي إيجاز حول الحديدة الأربعاء.
وكتب رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي في تغريدة على تويتر أنّ الانسحاب “أحاديّ الجانب” سيتمّ “الساعة 10,00 (7,00 تغ) من السبت”.
واتّهم الحكومة بتعطيل انسحاب موازٍ من أجزاء من مدينة الحديدة كانت قد تعهّدت بالانسحاب منها بموجب اتّفاق الهدنة في كانون الأول/ديسمبر الفائت.
وكتب على تويتر أيضاً أنّ “الانسحاب أحاديّ الجانب الذي سيقوم به الجيش واللجان (التابعة للحوثيين) جاء نتيجةً لرفض دول العدوان الأمريكي البريطاني السعودي الإماراتي وحلفائهم تنفيذ اتّفاق الانسحاب”.
وتوصّل طرافا النزاع اليمني إلى اتّفاق في السّويد في كانون الأوّل/ديسمبر نصّ على سحب جميع المقاتلين من مدينة الحديدة ومن مينائها الحيوي وميناءين آخرين تحت سيطرة الحوثيين في المحافظة التي تحمل الاسم ذاته.
لكنّ الاتفاق لم يُطبّق بعد، وسط اتهامات متبادلة بخرق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة الذي جرى التوافق حوله خلال محادثات السويد.
وكتب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني في تغريدة على تويتر “نرحّب بأيّ خطوة جادّة نحو تنفيذ اتّفاق السويد بشأن إعادة الانتشار في موانئ ومحافظة الحديدة”، محذّراً من “محاولات المليشيا تضليل المجتمع الدولي ومجلس الأمن قبل انعقاد جلسته القادمة”.
وأوضح الإرياني أنّ الخطوة الأولى من الاتّفاق تنصّ على انسحاب الحوثيين من موانئ الصليف ورأس عيسى وتسليم خرائط الألغام للأمم المتحدة ونزعها، بينما تنصّ الخطوة الثانية على الانسحاب من ميناء الحديدة الرئيسي وانسحاب القوات الحكومية من منطقة تدعو “كيلو 8”.
وذكر الإرياني أنّ “أيّ انتشار أحاديّ لا يتيح مبدأ الرقابة والتحقق المشترك من تنفيذ بنود اتفاق السويد هو مراوغة وتحايل لا يمكن القبول به”.
– صوامع القمح –
تقع الحديدة على البحر الأحمر ويمرّ عبر مينائها نحو 70 بالمئة من الواردات اليمنيّة والمساعدات الإنسانية، ما يجعلها شريان حياة لملايين من السكان الذين باتوا على حافة المجاعة.
ويُسيطر الحوثيون على الجزء الأكبر من المدينة، بينما تتواجد القوات الحكومية عند أطرافها الجنوبية والشرقية.
وتوجد في المدينة الحيويّة المتنازع عليها صوامع مطاحن البحر الأحمر التي تحتوي مخزوناً من القمح يبلغ 51 ألف طنّ ويكفي لإطعام أكثر من 3,7 مليون شخص لمدّة شهر. إلا أنّها غير مستخدمة بعد أن دفعَ القتال الأمم المتحدة إلى سحب موظفيها من المدينة في أيلول/سبتمبر الفائت.
وقالت الأمم المتحدة إن اثنتين من الصّوامع تعرّضتا لإطلاق نار الخميس.
وتسبّب التدخل السعودي المدعوم غربيا في النزاع في اليمن بمقتل عشرات آلاف الأشخاص، بينهم عدد كبير من المدنيين، بحسب منظمات إنسانية مختلفة.
ولا يزال هناك 3,3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24,1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، الى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حاليًا.