الصين تتهم الولايات المتحدة بممارسة “إرهاب اقتصادي مكشوف” في الحرب التجاريّة بينهما
اتهمت الصين الخميس الولايات المتحدة بممارسة “إرهاب اقتصادي مكشوف” ضدها عبر فرض رسوم جمركية عقابية وعقوبات ضد شركاتها، في تصعيد جديد للهجة بكين في الحرب التجارية بين البلدين.
ويخوض أكبر اقتصادين في العالم نزاعا بينما المحادثات التجارية متعثرة مع قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق هذا الشهر زيادة الرسوم الجمركية على سلع صينية وإدراجه مجموعة الاتصالات العملاقة هواوي على لائحة سوداء.
وخلال مؤتمر صحافي تمهيدا لزيارة الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى روسيا الأسبوع المقبل، قال نائب وزير الخارجية الصيني تشانغ هانهوي “نحن ضد الحرب التجارية، لكننا لا نخشاها”.
وأضاف “هذا التحريض المتعمّد لأزمة تجارية هو إرهاب اقتصادي مكشوف وتعصّب قومي اقتصادي وتنمّر اقتصادي” مشددا على أن الصين تعارض الاستخدام المنهجي للعقوبات والرسوم والحمائية. وحذر المسؤول الصيني من أنه “لا يوجد رابح في حرب تجارية”.
وردت الصين بزيادة رسومها على البضائع الاميركية في قرار سيبدأ تطبيقه في الأول من حزيران/يونيو، بينما تحدثت وسائل اعلام رسمية عن قدرة الصين على وقف صادراتها من المعادن النادرة الى الولايات المتحدة، ما يحرم واشنطن من مواد رئيسية تدخل في صناعة الكثير من منتجات التكنولوجيا المتقدمة.
– نقاش تلفزيوني –
في تلك الأثناء صعدت وسائل الإعلام الرسمية ومسؤولون نبرة خطابهم، في مسعى لإثارة الحماس الوطني فيما يستعد الحزب الشيوعي لما قد يكون معركة طويلة مع الولايات المتحدة.
وأجرت مذيعة لدى شبكة تشاينا غلوبال التلفزيونية الرسمية نقاشا نادرا الخميس مع مقدمة برامج من شبكة فوكس بيزنس بشأن الحرب التجارية بعد جدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
واتسم النقاش بين ليو شين من تشاينا غلوبال، وتريش ريغان من فوكس بيزنس بالودية. وقالت الصحافية الأميركية “أقدر وجودك هنا” فيما دعتها المذيعة الصينية لزيارة الصين مؤكدة “سأرافقك في جولة في المكان”.
لكن جهاز الدعاية الصينية صعد نبرته.
وكتبت صحيفة الشعب في مقالة افتتاحية الأربعاء ” ننصح الولايات المتحدة بعدم الاستخفاف بقدرة الصين على ضمان حقوقها ومصالحها في التطوير، وعدم القول بأننا لم نحذركم”، محذرة من أنه يمكن استخدام المعادن النادرة كإجراء مضاد.
تنتج الصين أكثر من 95 بالمئة من المعادن النادرة في العالم، وتعتمد الولايات المتحدة على الدولة الآسيوية العملاقة في ما يزيد عن 80 بالمئة من واردتها.
وردا على سؤال بشأن المعادن النادرة قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في مقابلة إن الأميركيين “خسروا وعانوا منذ عقود في ظل القواعد الحالية”، مؤكدا أن “الموضوع الوحيد الذي يركز عليه (ترامب) هو التصدي” للصين.
وجدد هجومه على هواوي قائلا إن هناك “ترابطا عميقا” بين الشركة والدولة الصينية لا مثيل له في النظام الأميركي.
وصرح في المقابلة على شبكة فوكس بيزنس “في حال أراد الحزب الشيوعي الصيني الحصول على معلومات من تكنولوجيا موجودة لدى هواوي، فمن شبه المؤكد ان تقوم هواوي بتقديمها له”.
ورفضت هواوي الانتقادات وطلبت الثلاثاء من القضاء الأميركي إبطال تشريع يمنع الوكالات الفدرالية من استخدام معدات الشركة.
– تقارب بين روسيا والصين –
قال تشانغ الخميس إن “هذه الحرب التجارية سيكون لها أيضا تأثير سلبي خطير على إنعاش الاقتصاد العالمي وتطوره”.
وفي أوج النزاع بين واشنطن وبكين، يستعد الرئيس الصيني للقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين من 05 إلى 07 حزيران/يونيو في وقت يسعى العملاقان إلى تعزيز العلاقات.
وأشار تشانغ الى أن هناك إجماعا واسعا ومصالح مشتركة بين روسيا والصين في قضية الحرب التجارية، مؤكدا أن “الصين وروسيا ستعززان حتما التعاون الاقتصادي والتجاري بينهما، بما في ذلك في مجالات مثل الاستثمارات الاقتصادية والتجارية”.
وتابع أن الصين وروسيا “ستردان بالتأكيد على التحديات الخارجية المختلفة، وستفعلان ما عليهما فعله، وتستمران في تطوير الاقتصاد وتحسين المستويات المعيشية بشكل مستمر لشعبيهما”.