الاتحاد الأوروبي

مالطا تنقل مهاجري السفينة “آلان كردي” لموانئها قبل إرسالهم الى دول أوروبية

صورة نشرتها في 05 تموز/يوليو 2019 المنظمة غير الحكومية الألمانية “سي آي” للسفينة آلان كردي خلال عملية إنقاذ قبالة سواحل ليبيا

أعلنت حكومة مالطا الأحد أنّ قواتها المسلحة سترافق 65 مهاجرا موجودين على متن السفينة “آلان كردي” التابعة لمنظمة المانية غير حكومية الى أحد موانئها، على ان يتم ارسالهم بعدها الى دول أوروبية مختلفة، وذلك بعدما رفضت إيطاليا استقبالهم.

وأشارت السلطات المالطية التي تفاوضت الأحد مع الاتحاد الأوروبي وألمانيا إلى أنّ أياً من اللاجئين لن يبقى على أراضيها “إذ إنّ مسؤولية هذه القضية لا تقع على عاتق السلطات المالطية”.

وكانت المنظمة غير الحكومية الألمانية للعمل الإنساني “سي آي” أعلنت ليل السبت الأحد أن سفينة “آلان كردي” التابعة لها والتي كانت قبالة سواحل جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، توجهت إلى مالطا.

غير أنّ السلطات المالطية رفضت بداية دخول السفينة مياهها الإقليمية، فيما أظهر موقع عبر الأقمار الاصطناعية أنّ السفينة الألمانية العائدة إلى خمسينات القرن الفائت كانت تبحر بعد ظهر الأحد في منطقة تقع جنوب-شرق الجزيرة.

وفي وقت لاحق، أعلن رئيس وزراء مالطا جوزف موسكات على صفحته في موقع تويتر “بعد مباحثات مع المفوضية الأوروبية والحكومة الألمانية، ستقوم حكومة مالطا بنقل 65 مهاجراً جرى إنقاذهم على متن السفينة آلان كردي إلى وحدة تابعة للقوات العسكرية، ستتجه بهم بعد ذلك إلى ميناء في مالطا. كل الأشخاص الذين سيتم إنقاذهم سيوزّعون بين دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي”.

وكانت منظمة “سي آي” أعلنت في تغريدة عبر موقع تويتر أنّ ثلاثة من ركاب السفينة يعانون ارتفاع الحرارة، وأضافت “نحن بحاجة إلى مساعدة طبية عاجلة وإلى ميناء آمن، تجنباً لوقوع الأسوأ”.

وأوضحت السلطات المالطية أنّ هؤلاء الثلاثة سيتم إجلاؤهم على الفور.

وكانت القوات العسكرية المالطية أنقذت الأحد مجموعة أخرى من المهاجرين مكوّنة من 58 شخصاً، كانوا على متن قارب يغرق. ووصل هؤلاء إلى مالطا بعد الظهر على أن يوزّع نصفهم على الأقل بين دول أوروبية مختلفة نتيجة اتفاق آخر بين مالطا وشركائها الأوروبيين.

وذكرت المجموعة الإعلامية الألمانية فيونكه أنّ وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر أعلن تكفّل بلاده ب40 مهاجراً، أي ما بين 15 و20 من السفينة آلان كردي، والبقية من المجموعة الثانية.

وندّد وزيرا خارجية إيطاليا اينزو موافيرو ومالطا كارميلو آبيلا في بيان مشترك بانتهاج مبدأ “كل حالة على حدة” في معالجة أزمة اللاجئين.

ودعا الوزيران إلى مناقشة “آلية دائمة على مستوى الاتحاد الاوروبي تواجه كل المسائل الحساسة بشأن الهجرة” في اجتماع مجلس وزراء خارجية الاتحاد في وقت لاحق من الشهر الجاري.

-الرسو عنوة في لامبيدوسا-

لم تتمكن السفينة “آلان كردي” التي تحمل اسم طفل سوري لقي مصرعه على شاطئ تركي في 2015، من الرسو في جزيرة لامبيدوسا إذ إن وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني منع إنزال مهاجرين فيها.

وينص مرسوم تشريعي صدر في حزيران/يونيو على غرامات يمكن أن تصل إلى خمسين ألف يورو يمكن أن تفرض على القبطان ومالك السفينة في حال دخولها بلا تصريح إلى المياه الإيطالية.

لكنّ قوات من الشرطة الإيطالية كانت تنتظر مساء السبت في لامبيدوسا السفينة “أليكس” التي استأجرتها المنظمة اليسارية الإيطالية غير الحكومية “ميديتيرانيا”، والتي تحدت قرار ماتيو سالفيني بإغلاق المرافئ في وجه سفن المنظمات غير الحكومية تحت طائلة فرض غرامات كبيرة.

وقالت المتحدثة باسم “ميديتيرانيا” السندرا سكيوربا الأحد إنّ السفينة احتجزت موقتاً وفتح تحقيق ضد قبطانها توماسو ستيلا بشبهة المساعدة في الهجرة السرية والعصيان ومقاومة السفن العسكرية.

وأعلنت السندرا سكيوربا أمام الصحافة في لامبيدوسا “لدينا سفينتان تحت الحراسة، والغرامة التي يتوجب دفعها بالإضافة إلى التكاليف القانونية (…) نحن بحاجة إلى مساعدة هائلة إذ لا نية لدينا للتوقف”.

وبينما قالت المنظمة إنّ الإبحار نحو مالطا كان سيعرّض الركاب إلى مخاطر، أشار وزير الداخلية الإيطالي إلى أنّ التوجه نحو الجزيرة “لم يكن يطرح مشاكل”.

وبعيد رسو السفينة “اليكس”، كتب سالفيني على تويتر “لا أسمح برسوّ الذين يستخفون بالقوانين الإيطالية ويساعدون المهرّبين”.

وكانت السلطات الإيطالية احتجزت الأسبوع الماضي في لامبيدوسا السفينة “سي ووتش 3” التابعة لمنظمة غير حكومية ألمانية وأوقفت قبطانتها كارولا راكيتي التي رست عنوة لإنزال أربعين مهاجرا أنقذتهم في البحر وبقوا على متنها نحو أسبوعين.

وفي الثاني من تموز/يوليو ألغت قاضية توقيفها معتبرة أنها عملت لإنقاذ أرواح. لكنها ما زالت تواجه تحقيقين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى