كوريا الشمالية تطلق صاروخين قصيري المدى
أطلقت كوريا الشمالية صاروخين قصيري المدى في البحر الخميس تعبيرا عن غضبها من تدريبات عسكرية مشتركة بين سيول وواشنطن، ما يعقد جهود إعادة إطلاق المفاوضات التي تراوح مكانها حول برنامجها النووي.
وتجربة إطلاق الصاروخين هي الأولى منذ اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في المنطقة المنزوعة السلاح التي تقسم شبه الجزيرة. واتفق كيم وترامب حينذاك على استئناف المناقشات.
لكن هذا الالتزام لم ينفذ بينما حذرت بيونغ يانغ مؤخرا من أن العملية يمكن أن تفشل إذا جرت المناورات في آب/أغسطس كما هو مقرر.
وأعلنت هيئة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي أن “صاروخين قصيري المدى” أطلقا باتجاه البحر بعيد فجر الخميس من وونسان على الساحل الشرقي لكوريا الشمالية وقطعا 430 كيلومترا قبل أن يسقطا.
وأضافت هيئة الأركان أن “جيشنا يتابع الوضع عن قرب في حال حدوث عمليات إطلاق جديدة ويبقى مستعدا للرد”.
وقال شوي هيون شو الناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية “ندعو كوريا الشمالية إلى الكف عن العمليات التي لا تساهم في تهدئة التوتر العسكري”.
من جهته، دان وزير الدفاع الياباني إطلاق الصاروخين “المؤسف إلى أبعد حد”، مشيرا إلى أن الصاروخين لم يسقطا في المنطقة الاقتصادية الحصرية لليابان.
وكانت بيونغ يانغ أطلقت في أيار/مايو صواريخ مماثلة في أول اختبارات منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2017، لكن ترامب قلل من أهمية الحدث.
– “رسالة قوية” –
التقى كيم وترامب في 30 حزيران/يونيو في المنطقة المنزوعة السلاح ووعدا باستئناف الحوار المتوقف منذ فشل قمتهما الثانية التي عقدت في هانوي في شباط/فبراير الماضي.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو صرح أن مناقشات العمل ستبدأ على الأرجح في منتصف تموز/يوليو. لكن بيونغ يانغ حذرت الأسبوع الماضي من أن المناورات المشتركة يمكن أن تنسف كل شيء.
ويرى الشمال أن هذه المناورات تشكل “انتهاكا واضحا” للاعلان الذي وقعه ترامب وكيم في أول قمة على انفراد بينهما في سنغافورة في حزيران/يونيو 2018.
وألمحت بيونغ يانغ إلى أنها يمكن أن تعيد النظر في قرارها تعليق التجارب البالستية والنووية.
وقال شيونغ سيونغ شانغ المحلل في معهد سيجونغ” إن التجربة الأخيرة “تشكل رسالة قوية واحتجاجا من قبل بيونغ يانغ” على التدريبات المشتركة”.
وينتشر نحو ثلاثين ألف جندي أميركي في كوريا الجنوبية حيث يجرون سنويا مناورات مشتركة مع عشرات الآلاف من الجنود الكوريين الجنوبيين، تثير استياء بيونغ يانغ التي تعتبرها تدريبا على غزو أراضيها.
لكن محللين آخرين يرون أن الشمال يتذرع بالمناورات لتحقيق طموحاته العسكرية.
وقال هونغ مين الباحث في معهد كوريا للتوحيد الوطني إن إطلاق الصاروخين “يدخل في إطار الإرادة الكورية الشمالية لامتلاك برنامج بالستي متقدم بدلا من إدانة التدريبات العسكرية”.
– نص مبهم –
أشار هونغ إلى أن “كوريا الشمالية أعلنت في الماضي أنها ستقوم بتحديث وتحسين نظامها الدفاعي وعملية الإطلاق هذه جزء من هذا المشروع”.
ونشرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية مؤخرا صورة لكيم جونغ أون خلال تفقده غواصة جديدة، ما يثير مخاوف من تطوير بيونغ يانغ لصواريخ بالستية استراتيجية بحر أرض.
وقال آدم ماونت من اتحاد العلماء الأميركيين إنه من الواضح أن “الترسانتين النووية والبالستية للشمال تم تحسينهما ونشرهما واختبارهما بانتظام”.
وأضاف في تغريدة على تويتر أن “الصفقة الحالية هي التالية +لا تختبروا رؤوسا نووية أو صواريخ بعيدة المدى والولايات المتحدة لن تعترض+”.
وكان كيم وترامب تبنيا في سنغافورة نصا مبهما حول “إخلاء شبه الجزيرة الكورية بالكامل من الأسلحة النووية” وأعلنا عن إقامة علاقات ثنائية “من نوع جديد”.
لكنهما لم يتفاهما على تخفيف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية وثمن ذلك، وانتهى لقاء هانوي بفشل ذريع.
ويؤكد ترامب باستمرار أن علاقته الشخصية مع كيم قوية إلى درجة أن باب الحوار يبقى مفتوحا.
وردا على سؤال الثلاثاء عما إذا كان هناك لقاء جديد مقرر، قال “لا، لدينا علاقات جيدة. إنهم يريدون لقاء جديدا على الأرجح، سنرى كيف سيتم ذلك”.