واشنطن بوست: التطرف اليميني مشكلة تحتاج إلى استجابة عالمية
نبهت افتتاحية صحيفة واشنطن بوست إلى أن “اليمين المتطرف” يمثل مشكلة عالمية ويحتاج كذلك إلى استجابة عالمية.
وأشارت إلى أن السويد رمز الديمقراطية الليبرالية هي بمثابة نموذج لكل ما يحتقره القوميون البيض، لأنها رحبت بأمواج المهاجرين ودمجتهم في نسيجها الاجتماعي باعتبارهم مواطنين، وهذا ما يفسر، وفقا لما أورده تقرير للنيويورك تايمز، سبب قيام اليمين المتطرف بتجييش مواردهم لتعزيز زيادة الشعبوية هناك للعودة بالزمن للوراء وطرد “الغرباء”.
وأشارت واشنطن بوست إلى أن تقرير التايمز يوثق الآلية المعقدة التي تنشر المعلومات المضللة ودعاية كراهية الأجانب للشعب السويدي وكيف ساعدت في رفع حزب سياسي له جذور في النازيين الجدد، ليصبح له تأثير غير مسبوق.
وأوضحت أن روسيا تلعب دورا بإغراء النشطاء بالمال، وبالإضافة إلى المساعدات المالية، تدعم منافذ مثل قناة روسيا اليوم ووكالة سبوتنيك الإخبارية أيضا الروايات العنصرية والتشهير بالسياسيين المعارضين.
وذكرت واشنطن بوست أن هذه الآلية أكثر تعقيدا بكثير من ذلك أيضا، وأنها تمتد إلى إسبانيا وإيطاليا وألمانيا وأماكن أخرى، حيث تقوم حملات التأثير في الانتخابات في بلد ما بمساعدة الموالين لها في بلد آخر كلما جرت انتخابات، وتجند لها مراكز البحوث والمؤتمرات، وهي ما يسميها الباحثون القومية الدولية.
وألمحت الصحيفة إلى أن الطبيعة المفككة لليمين المتطرف أعاقت قدرتها على جمع النفوذ العالمي لسنوات، ولكن بعد أن وصلت الإنترنت بدأت الثقافات الفرعية التي كانت معزولة في اكتشاف كيفية العثور على بعضها بعضا، ثم كيفية المساعدة فيما بينها عبر أيديولوجية وأساليب ضارة.
وأضافت أن تكتل اليمين المتطرف يقوم على القصص الإخبارية الكاذبة والتحريفات الخطيرة التي يشهرها المتصيدون (الترول) وروبوتات الويب (بوت) في وجوه المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعي، من خلال خوارزميات معينة وتقوم أيضا على تهديدات بالقتل وعلى مضايقة أي شخص يجرؤ على معارضتهم.
والهدف -كما ختمت الصحيفة- هو التخلص من كل المعارضين وتقويض الديمقراطية نفسها ومن ثم فهذه مشكلة عالمية تستحق استجابة عالمية من الشركاء والأكاديميين ومنظمات المجتمع المدني والأهم من ذلك الدول، وهذه الجهات مطالبة بالتنسيق والالتزام مثلما يفعل خصومها.
وتضيف أن أي نجاح سيتطلب قيادة، والتي قد تكون أكثر من المتوقع من رئيس أميركي يفضل إعادة تغريد نظريات المؤامرة على مواجهتها.