بداية وعرة لقمة مجموعة (جي7): الخلافات تعصف بين القادة عبر وسائل الإعلام حول قضايا ثانوية ليست مدرجة على جدول أعمال القمة.
من جون كيتينغ (تقرير) باريس – 24 – 8 (كونا) — شهدت أولى جلسات قمة مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (جي7) اليوم السبت بداية وعرة رغم الجهود الدبلوماسية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اذ دب الخلاف بين القادة والمسؤولين عبر وسائل الإعلام حول قضايا ثانوية ليست مدرجة على جدول أعمال القمة.
ودعا ماكرون في – بادرة غير مخططة – الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى مأدبة غداء لمدة ساعتين لتمهيد الطريق للعمل الشاق الذي ينتظرهما حول مستقبل الأزمات العالمية الكبرى بدءا من ملف الازمة الإيرانية وصولا الى الوضع في كشمير ومرورا بملفات سوريا وليبيا وحروب التجارة والتعريفات والضرائب والبيئة وغيرها من القضايا المثيرة للجدل.
ولكن الخلاف دب حول أيرلندا الدولة الصغيرة التي ليس لها محل من التأثير في هذا الجمع الرفيع.
وبينما كان الفرنسيون يشيرون إلى وجود بعض “التقارب” بين ماكرون وترامب حول “عدد من القضايا” تبادل رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون القصف مع رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد تاسك بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت) اذ هدد جونسون بانسحاب بلاده دون اتفاق في 31 أكتوبر المقبل إذا لم تقبل بروكسل مطالبها بشأن “شبكة الأمان الايرلندية”.
وما فتأت تلك القضية الا ان تكون مسيئة لعلاقة الرجلين اذ وصف تاسك صاحبه (جونسون) بأن التاريخ سيصفه ب”رجل اللا اتفاق”.
وردا على ذلك قال جونسون إنه لا يرغب في مناقشة أمور “ميتة” ربما كانت إشارة محتملة منه إلى تاسك الذي سيترك منصبه على رأس مجلس الاتحاد الأوروبي في وقت قريب وعلامة واضحة على أنه (جونسون) رأى أن قضية الحدود انتهت.
ورغم أن الخلاف حول بقاء الحدود الأيرلندية مفتوحا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي قد يبدو بسيطا في نظر البعض إلا أنه يمكن أن يساعد في تعكير الأجواء بين جونسون والاتحاد الأوروبي فيما بعد.
كما ان ثمة مخاوف ازاء إعادة فرض “حدود صارمة” بين أيرلندا الشمالية الخاضعة لسيطرة بريطانيا وجمهورية أيرلندا في الجنوب من تجدد العنف الذي أودى بحياة 3600 شخص في الفترة ما بين عامي 1969 و 1998.
وقد تم إزالة الحدود بين الجانبين بعد اتفاق سلام في عام 1998 واستفاد كلاهما من ذلك اقتصاديا وكانت فترة من السلام النسبي.
وفيما يتعلق بالقضايا التجارية فقد كان ترامب هدفا مبكرا للانتقاد من قبل جميع الأعضاء الستة الكبار في (جي7) الذين حذروا من أن سياسته التجارية الخاصة بالتعريفات والعقوبات مع الصين وغيرها من الدول ستضر بالنمو الاقتصادي العالمي والذي فقد زخمه العام الجاري وفقا لآخر توقعات صندوق النقد الدولي في يوليو الماضي.
وبالنظر إلى المواقف المتباينة والخلافات القائمة بين القادة حول بعض القضايا مثل إيران وسوريا والبيئة والتجارة والضرائب (على سبيل المثال لا الحصر) قرر ماكرون أنه لن يكون هناك بيان ختامي في نهاية محادثات مجموعة السبع يوم الاثنين المقبل.
وقال دبلوماسيون طلبوا عدم كشف هويتهم في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) إنه رغم ذلك فإن ماكرون يأمل في التوصل إلى بعض الاتفاقات بين القادة دون بيان ختامي.
كما تردد أن الرئيس الفرنسي “كان مدركا” للكارثة التي حدثت في قمة المجموعة التي استضافتها كندا العام الماضي عندما رفض ترامب التوقيع على البيان الختامي للقمة بسبب الخلاف مع كندا.
وفي ضوء البداية الوعرة التي شهدتها القمة فمن الصعب التنبؤ بأية نتائج يمكن أن يخرج بها المجتمعون في (بياريتز) خلال اليومين المتبقين على انتهائها وعليه يسعى الدبلوماسيون الفرنسيون لتجنب كارثة عامة لن تؤدي إلا إلى زيادة خطورة الوضع السيء بالفعل. (النهاية) ج ك / أ م س حرره: أحمد سند