صحيفة ديلي تلغراف : المسؤولون الايرانيون لن يتفاوضوا مع إدارة ترامب
ونشرت صحيفة ديلي تلغراف مقالا كتبه، كون كوغلين، يرى فيه أنه لا حل تفاوضي مع المسؤولين المتشددين في إيران.
ويقول كون إن بيان المرشد الأعلى في إيران أية الله خامنئي عقب الهجوم على المنشآت النفطية السعودية واضح وصريح: “المسؤولون الإيرانيون لن يتفاوضوا مع المسؤولين الأمريكيين”.
ويضيف أن أهمية تصريح خامنئي تكمن في أنه تزامن مع محاولة إدارة ترامب فتح القنوات الدبلوماسية مع إيران. وإن كان ترامب هو من تسبب في تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران عندما انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ولكنه لا يسعى إلى مواجهة عسكرية بين البلدين. وهذه من بين نقاط الخلاف بينه وبين مستشاره للأمن القومي السابق جون بولتون.
فالهدف الأساسي بالنسبة لترامب هو التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق أفضل مع طهران. ويرى الكاتب أن ترامب والمسؤولين الغربيين يتوهمون أن الحل يكمن في التواصل مع “المعتدلين” في إيران. وتحدث البيت الأبيض عن إمكانية عقد لقاء بين الرئيس ترامب والرئيس حسن روحاني على هامش أشغال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
ويرى الكاتب أن فرص انعقاد هذا الاجتماع تكاد تكون منعدمة بعد تصريحات خامنئي. فقد بين المسؤولون المتشددون في إيران مرة أخرى من يملك السلطة الحقيقية في البلاد. فسلطة المرشد الأعلى فوق سلطة الرئيس المنتخب، وغيره من المسؤولين. كما تعززت سلطة المرشد الأعلى في السنوات الأخيرة بتعاظم قوة الحرس الثوري، الذي يسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد.
وهذا يعني أن الكملة الأخيرة بيد المتشددين. فهم يوجهون سياسة البلاد الداخلية والخارجية. بينما تأمل إدارة ترامب مع القادة الأوروبيين في مد جسور التواصل مع إيران والتفاوض مع المعتدلين في النظام وحول الرئيس روحاني. والواقع أن المتشددين هم الذين يرجع لهم الأمر الأول والأخيرة في ظروف الأزمات.
فالمتشددون هم الذين دفعوا إلى تدخل إيران عسكريا في بلدان مثل سوريا واليمن والعراق. والمتشددون هم الذين قرروا أن تواصل إيران تطوير برامجها الصاروخية، وهو ما تعتبره واشنطن مخالفا لروح الاتفاق النووي. وجميع المؤشرات توحي، حسب الكاتب، بان المتشددين هم المسؤولون عن الهجمات على المنشأت النفطية السعودية.
ويرى كون أن المتشددين في إيران يعتقدون أنهم سيفلتون من العقاب لأنهم تحركوا في الوقت المناسب، إذ أنه لا توجد رغبة لدى إدارة ترامب ولا القادة الأوروبيون في تصعيد التوتر مع طهران، ما دامت فرص التفاوض بشأن الاتفاق النووي موجودة. هذا على الرغم من الاتفاق النووي، حسب الكاتب، لم يمنع إيران من الهجوم على جيرانها.
ويضيف أن الرد المناسب على الهجوم على المنشآت النفطية السعودية هو أن تعترف الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي بأن جهودها لإنقاذ الاتفاق بقيادة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لا أمل في نجاحها.