تحرص على حفظ القرآن.. رقية أصغر مؤلفة عراقية لقصص الأطفال
تعتبر رقية، نفسها أصغر مؤلفة قصص أطفال في العراق، مما يؤهلها ذلك لأن تكون كاتبة ناجحة في المستقبل، تستطيع أن تميز القصص الجيدة وتُقدم النقد الإيجابي فيها، كما علمتها والدتها عندما كانت تقرأ لها القصص وتضيف لها بعض التفاصيل اليومية من الحياة.
وتضيف أنها خلال متابعتها لرقية في القراءة، وجدت فيها، خيالا وموهبة وقدرة على اختيار الشخصية وتحديد هدفها وألسنة الأشياء -أي أنها تجعل الحيوانات تتحدث خلال كتابتها- وهذه المواصفات تتوفر في القصة، وهو ما دفعها هي ووالدها لاستثمار هذه الموهبة في ابنتهما.
وعن سر اهتمام رقية بالقراءة، تشير الوالدة إلى اهتمام العائلة بتوفير الأجواء المناسبة لها، من وجود مكتبة متنوعة، تضم العديد من قصص الأطفال، وتضيف أنه بعد أن تقرأ رقية أي قصة يطلب منها أن تسرد ما قرأته من القصص وما لفت انتباهها، لتشجيعها على النقد الإيجابي.
وكانت أولى الخطوات المهمة في حياة رقية الإبداعية، كما تقول والدتها، هي طباعة أول كتاب لها، بعنوان، “حكايات رقية” قبل شهور، الذي لقي إقبالا واسعا في مدينتها.
كُتب قرأتها
منذ بدايتها في تعلم القراءة، استطاعت رقية، أن تقرأ عدد كبير من القصص، وبجهود عائلتها التي شجعتها بشكل مستمر، حيث قرأت سلسلة قصص التنمية البشرية للأطفال، وكتاب 365 قصة للأطفال بلسان الحيوانات، وكذلك قرأت قصص كارتونية هادفة وشغفت بمتابعتها.
ومن القصص التي أحبتها رقية، هي قصص الإنسان والحيوان في القرآن، وكذلك قصص أخلاقية وإسلامية، حيث كانت تستمتع بها كثيرا، كما تمكنت من تدوين ذكرياتها ويومياتها في مفكرة، أهداها لها والدها، وبعدها شجعها على الكتابة بشكل مستمر.
تحقيق الأهداف
رسمت عائلة رقية لابنتها برنامجا خاصا للدفع بها قدما لضمان تطوير موهبتها، حيث تقول والدتها كان الهدف الأول هو تأليف كتاب رقية الذي صدر العام الجاري، والمواظبة على الصلاة، وحفظ جزء من القرآن الكريم، وبذلك تكون قد حققت كل برنامجها الذي عملت العائلة من أجله قبل عام من الآن.
ويؤكد الأجودي -والد رقية- أن البيت، تحول إلى خلية نحل في تقديم المساعدة، والمشاركة في تنمية قدرة رقية على تحقيق أهدافها، من خلال طباعة القصص من قبل أختها، فيما يقوم هو بعملية التنقيح وتصحيح الأخطاء التي ترد.
في المدرسة
لم تكتفِ رقية بنشاطها خارج المدرسة، فهي واحدة من أهم الطالبات المتفوقات، واستطاعت نيل وسام فارسة المكتبة، لنشاطها ودورها في قراءة القصص في مكتبة المدرسة، كما حصلت على درع القصاصين في مسابقة القصة، ووسام فارسة الصف، ووسام النجدة الذي يمنح للتلاميذ الأكثر مساعدة لأصدقائهم، كما أنها تشاطر بعض التلاميذ بمصروفها وأكلها وقرطاسيتها.
واستطاعت المدرسة أن توفر ظروفا مواتية لصقل موهبة رقية، فقد كانت في المدرسة مكتبة للأطفال، وكل أسبوع هناك حصة يقضي فيها التلاميذ يومهم في المكتبة، وكذلك وجود مختبر شجع على زرع الثقة في نفوس الأطفال، بما يجرونه من تجارب ويرون النتائج أمام أعينهم، كما تقول معلمة رقية، الأستاذة وفاء غازي.
وفي المدرسة أيضا -كما تقول وفاء- توجد مادة للأدب والإتيكيت التي تهتم بتعليم الآداب العامة، وكذلك مادة مهارات الحياة التي تركز على تعليم التلاميذ كيفية اتخاذ القرار في المواقف الحياتية.