منح سعد الحريري 16 مليون دولار لعارضة أزياء فضيحة أم حرية شخصية؟
أثارت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية جدلا واسعا في لبنان بعد نشرها وثائق من محكمة في جنوب أفريقيا تشير إلى تقديم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أكثر من 16 مليون دولار لعارضة أزياء من جنوب إفريقيا بعد أن التقيا في منتجع فاخر في سيشيل عام 2013.
ولم يكن الحريري في منصبه الحالي عندما بدأ في إرسال الأموال إلى كانديس فان دير مروي، إذ كان رئيسا لحزب المستقبل.
والحريري متزوج وأب لثلاثة أطفال، وتزعم العارضة، 20 عاما، أنه كان بينهما علاقة رومانسية.
وقدرت مجلة “فوربس” ثروة الحريري الصافية في عام 2013 بنحو 1.9 مليار دولار.
وقالت الصحيفة إن الحريري لم يرد على أسئلتها المتعلقة بعلاقته مع عارضة الأزياء، ولم يرد فريقه الإعلامي على استفسارات بشأن الهدايا.
ولم يصدر عن المكتب الإعلامي للحريري أي تعقيب رسمي منذ نشر مقال صحيفة نيويورك تايمز.
وهذه ليست أول مرة يرد فيها اسم الحريري في هذا السياق، إذ سبق لموقع أوشين فايبز الجنوب إفريقي أن نشر الخبر في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
فضيحة أم مؤامرة
الخبر لم يمر مرور الكرام على مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان، وتباينت آراؤهم بين من اعتبر الأمر “فضيحة” ومن رآها “حرية شخصية” ومن وصف الأمر بـ “المؤامرة”.
واعتبر كثيرون أن إعادة نشر الخبر من قبل صحيفة نيويورك تايمز ليس بريئا وأن وراء ذلك هدفا ما.
وفي هذا السياق تساءل المغني اللبناني زين العمر عن المستفيد من تشويه صورة الحريري في هذا الوقت، معتبرا أن ما جرى يعد شأنا شخصيا.
واستغرب الصحفي بيار أبي صعب إقدام صحيفة نيويورك تايمز على “إحياء الفضيحة” من جديد، متسائلا: من يريد أن يقاصص ويضعف سعد الحريري الآن؟
واعترضت الصحفية كارولين بزي على المطالبين باستقالة الحريري، معتبرة أن “الرجل لم يكن رئيسا للحكومة حينها وله كامل الحرية في صرف أمواله الشخصية في المكان الذي يريد”.
لكن ليال حداد كان لها رأي آخر، معتبرة أن موضوع الـ 16 مليون دولار “لا يخص الحريري وحده في الوقت الذي لم تحصل مئات العائلات الذين عمل أبنائها في مؤسسات الحريري على مستحقاتهم”.
واعترض فراس حاطوم على اعتبار الموضوع شخصيا في حين كان الحريري رئيسا لأكبر كتلة نيابية عام 2013.
ويعاني الحريري من أزمة إقتصادية دفعته إلى تصفية مؤسسة “سعودي أوجيه للبناء” التي شكلت أساس إمبراطورية العائلة المالية وتعليق العمل بتلفزيون المستقبل قبل أسابيع.
ولا يزال كثير من موظفي شركة سعودي أوجيه يطالبون الحريري بسداد مستحقاتهم.