إعلام

مخاوف ديكتاتور ترامب المفضل

الواشنطن بوست* ترجمة هاني ابراهيم

01 أكتوبر 2019

أصبح الحاكم المصري عبد الفتاح السيسي “الديكتاتور المفضل” للرئيس ترامب جزئياً من خلال تقديم ضمان الاستقرار في أكثر دول العالم العربي اكتظاظاً بالسكان. لذا فإن الرئيس وأولئك الذين يشاركونه وجهات نظره يجب أن يشعروا بالقلق إزاء الأخبار الأخيرة من القاهرة. حيث خرج الشباب المصري الذي سئم من مستويات المعيشة الراكدة وفساد نظام السيسي إلى الشوارع في يومي جمعة متتاليين ليطلقوا شعارات ضد الرجل القوي.

كانت أعدادهم صغيرة نسبيا- ربما بالمئات. لكن رد فعل السيسي كان واضحاً. حيث أطلق في الأيام العشرة الماضية ما يبدو وكأنه محاولة مضطربة لمنع الاحتجاجات من التضخم. ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان، تم إلقاء القبض على أكثر من 2000 شخص، بدءًا من منتقدي النظام المعروفين وحتى الشباب العادي الذين اجتاحوا الشوارع. وتم تقييد الوصول إلى الإنترنت، وإنذار الصحفيين الأجانب بوجوب إعداد التقارير وفقا لـ “وجهة نظر الدولة”.

في يوم الجمعة الماضي، أغلقت الشرطة بالكامل وسط القاهرة، حتى لا يتمكن المتظاهرون المحتملون من الوصول إلى ميدان التحرير، موقع المظاهرات الجماهيرية التي أطاحت بالدكتاتور السابق، حسني مبارك، في عام 2011. لكن حشدًا من الناس تجمعوا في جزء آخر من المدينة. ووُصف العديد من المشاركين على أنهم شبان بلغوا سن الرشد منذ استولى السيسي على السلطة في انقلاب دموي عام 2013 ضد حكومة منتخبة ديمقراطيًا.

وعلى الرغم من أن قلةٌ يتوقعون ثورة أخرى في المستقبل القريب، فإن الاضطرابات- ورد فعل السيسي عليها- تعد بمثابة إنذار واضح بأن مصر تحت حكمه ليست مستقرة. رغم أن الاقتصاد ينمو، فإن معدل الفقر ينمو كذلك. لقد أهدر السيسي مليارات الدولارات في مشاريع فرعونية، مثل توسعة قناة السويس والعاصمة الجديدة.

في هذه الأثناء، انغمس الجنرال السابق والمقربون العسكريون في الفساد المذهل- بعضها موثق من قبل مقاول يدعى محمد علي، والذي نشر عشرات الفيديوهات في وسائل التواصل الاجتماعي. فمن بين أشياء أخرى، يدعي محمد علي أن السيسي يهدر الأموال على قصور رئاسية جديدة، بما في ذلك استراحة بقيمة 15 مليون دولار في الإسكندرية.

لكن قدم السيسي دفاعًا مثيرًا عن الانغماس في البناء قائلاً: ” أين أستقبل الرئيس ترامب؟” مع وجود 30 مليون مصري يعيشون على أقل من 1.45 دولار يوميًا، فإن مثل هذا الجهل ليس مجرد صدمة؛ إنه أمر خطير لأي شخص يعتمد على السيسي للحفاظ على النظام لمدة عشر سنوات أو أكثر والتي يخطط للبقاء في السلطة فيها.

لسوء الحظ، يشاركُ ترامب في بلادة التفكير. فعندما قابل السيسي في الأمم المتحدة الأسبوع الماضي، وصفه مرة أخرى بأنه “قائد عظيم” وغض الطرف عن المظاهرات الأخيرة باعتبارها غير مهمة. فعندما يتعلق الأمر بديكتاتوره المفضل، لا يوجد شيء يبدو أنه قادر على إزعاج ترامب مثل استمرار وجود دولة إسلامية في شبه جزيرة سيناء؛ أو سجن النظام لمواطنين أمريكيين بتهم سياسية ملفقة؛ أو محادثاته حول شراء المقاتلات الروسية حتى في الوقت الذي يحصل فيه على أكثر من مليار دولار من المساعدات العسكرية الأمريكية السنوية.

لقد قالت وزارة الخارجية الأسبوع الماضي إنه ينبغي السماح للمصريين بالاحتجاج سلمياً، وكذلك قال الرئيس الديمقراطي والعضو الجمهوري البارز في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب. لكن السيسي يأخذ التلميحات من البيت الأبيض. وطالما ظل ديكتاتور ترامب المفضل، يمكننا أن نتوقع قمعًا لا هوادة فيه- وفي النهاية زعزعة للاستقرار- في مصر

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى