القاهرة – 12 – 10 (كونا) — اكد عدد من وزراء الخارجية العرب اليوم السبت رفض العدوان التركي على الاراضي السورية والمطالبة بوقف فوري لهذا العدوان وعدم الاعتراف بالنتائج الناجمة عنه.
جاء ذلك في كلمات لهؤلاء الوزراء امام الدورة غير العادية لاجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري لمناقشة العدوان التركي على شمال شرق سوريا.
ودعا وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي عادل الجبير في كلمته المجتمع الدولي الى الاضطلاع بدوره لوقف هذا العدوان الذي يشكل تهديدا على سوريا وينعكس سلبيا على امن واستقرار المنطقة.
ولفت الجبير الى ان هذا العدوان “هو اعتداء سافر على السيادة السورية” ويساهم في تعميق مآسي الشعب السوري ويهدد بعودة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) وغيره من التنظيمات الارهابية.
واكد وقوف السعودية الى جانب الشعب السوري والحفاظ على امن وسلامة سوريا ودعم الحل السياسي للازمة داعيا الى ضرورة خروج جميع الميليشيات المسلحة من سوريا ودعم جهود الاستقرار فيها وفي جميع الدول العربية.
من جانبه اكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي أنور قرقاش في كلمته ضرورة تكاتف الجهود العربية لوقف العدوان التركي قائلا ان “المنطقة تمر بمرحلة شديدة الخطورة تستدعي تضافر كل الجهود لمواجهة التدخلات التركية”.
واضاف ان الاعتداء التركي على شمال سوريا “يمثل اعتداء سافرا على سيادة دولة عربية ويزعزع امن واستقرار المنطقة” داعيا الى ضرورة خروج قوات تركيا وكل القوات الاجنبية من الاراضي السورية.
واكد قرقاش ان هذا العدوان تسبب في سقوط قتلى من الابرياء المدنيين وهروب الآلاف “مما سيؤدي الى فاجعة انسانية جديدة ونحن على ابواب فصل الشتاء الى جانب شبهات التغيير الديمغرافي على خطى ما ارتكبه التدخل الايراني في هذا البلد”.
اما وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل فطالب في كلمته بعقد قمة عربية طارئة “لتكريس المصالحة ووضع الخطط لمواجهة التحديات التي تواجه العالم العربي”.
وقال باسيل “نحن مطالبون اليوم بأكثر من ادانات كلامية ومواقف اعلامية” معتبرا ان “كل ما هو اقل من ذلك لن يأخذه احد جديا ولن يعيره التركي اهتماما ولن يردع غير العربي عن المس بنا”.
واضاف “ألم يحن الوقت بعد لعودة سوريا الى حضن الجامعة العربية ووقف حمام الدم والارهاب وموجات النزوح واللجوء والمصالحة العربية – العربية” مبينا ان دولا عربية كلبنان والاردن والعراق “دفعت اثمانا باهظة اقتصادية واجتماعية وامنية” نتيجة لذلك.
واكد باسيل ان مصلحة لبنان “الاكيدة” في اجماع عربي مبدئي يحمي كل دولة عربية “كبيرة كسوريا او صغيرة كلبنان” من اي اعتداء على ارضها او شعبها او كرامتها.
وبدوره اعتبر وزير الخارجية المصري سامح شكري في كلمته ان العدوان التركي على الاراضي السورية “يتخفى تحت منصة محاربة الارهاب ليصل الى مرحلة الاحتلال” موضحا ان الشعب العربي “ينتظر قرارات حاسمة للتصدي للعدوان التركي على بلد عربي شقيق”.
واضاف شكري ان العدوان التركي “يضرب بجميع القرارات الدولية عرض الحائط ويهدد الامن القومي العربي ويعيد الصدام الدموي نتيجة التغيرات السكانية القصيرة واعادة فتح سجون (داعش) مما يعيد تلك التنظيمات الارهابية للعمل”.
واعتبر ان النظام التركي “يحاول استغلال ما تعيشه سوريا من ازمة ليعتدي على الاراضي السورية” مؤكدا حق السوريين كافة في المقاومة فيما تشير المؤشرات الاولى الى “تصاعد اعداد القتلى والمهجرين نتيجة الاعتداء التركي”.
اما الأمين العام لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية رشيد بلدهان فاكد في كلمته رفض بلاده القاطع المساس بسيادة الدول “مهما كانت الظروف” معربا عن التضامن الكامل مع سوريا والحرص على سلامتها وسلامة اراضيها ووضع حد لاراقة الدماء.
ودعا بلدهان الى عودة سوريا الى الجامعة العربية ودعمها في استعادتها لأمنها واستقرارها والعمل على رفع الغبن عن الشعب السوري وتمكينه من العيش بسلام على ارضه واحترام خياراته.
وجدد دعم الجزائر لجهود المبعوث الخاص للأمم المتحدة الى سوريا داعيا الى مواصلة جهوده تجاه مختلف الاطراف الدولية المتدخلة في سوريا لتقريب مواقفها والوصول الى الهدف المشترك “ألا وهو التسوية السياسية المنشودة”.(النهاية) م ف م / ر غ /م خ