قتلى وجرحى بالبصرة وكربلاء والسلطات تتصدى للمظاهرات
أفاد مصدران أمنيان عراقيان بأن قوات مكافحة الشغب منعت اقتحام مبنيي محافظتي كربلاء والبصرة جنوبي البلاد، مما أدى إلى سقوط قتيل وثلاثين مصابا في صفوف المحتجين، كما قتل اثنان آخران خلال عملية فض اعتصام بميناء أم قصر.
وقال مصدر في شرطة كربلاء إن المئات حاصروا مبنى المحافظة وحاولوا اقتحامه، في مسعى لإضرام النيران فيه، لكن قوات الأمن استخدمت الغاز المدمع، وأطلقت الرصاص الحي في الهواء لتفريقهم.
وأكدت مصادر محلية مقتل متظاهر وإصابة سبعة آخرين -بينهم أفراد من قوات الأمن- أثناء محاولة الاقتحام، وأشارت المصادر إلى أن عددا من المحتجين ما زالوا يتظاهرون أمام مبنى المحافظة.
وفي سياق متصل، حاول مئات المحتجين بمحافظة البصرة تسلق الحواجز الإسمنتية المنصوبة أمام المبنى، مما دفع قوات مكافحة الشغب إلى استخدم الغازات المدمعة لتفريق المحتجين، مما أدى إلى إصابة نحو 25 منهم.
وفي البصرة أصيب 10 أشخاص أثناء محاولة محتجين اقتحام مبنى المحافظة، فيما اعتقلت السلطة ستة أشخاص، وفق مفوضية حقوق الإنسان.
وأفادت المفوضية بأن قتيلين سقطا في عملية فض اعتصام ميناء أم قصر، وأصيب أربعة آخرون بجروح خطيرة، بينهم ثلاثة في حالة موت سريري، إضافة إلى تسجيل عشرات حالات الاختناق.
كما شهد وسط العاصمة العراقية بغداد توترا متصاعدا إثر الانتشار غير المسبوق للمتظاهرين في عدد من شوارع المدينة وإغلاق بعضها تزامنا مع استمرار المظاهرات الاحتجاجية في ساحة التحرير لليوم الـ13.
وأظهرت صور للجزيرة الانتشار الكبير لمتظاهرين في شارع الرشيد وسط العاصمة وإغلاق جزء منه، في وقت تمكن فيه محتجون من إغلاق جسر الشهداء.
وقتلت قوات الأمن 13 محتجا على الأقل بالرصاص خلال الساعات الـ24 حتى مساء الثلاثاء.
رفع حظر التجول
وكانت قيادة عمليات بغداد قد أعلنت رفع حظر التجول الليلي في العاصمة العراقية كليا.
وأفادت وكالة الأنباء العراقية الرسمية مساء أمس الثلاثاء بأن قائد عمليات بغداد الفريق ركن قيس المحمداوي قرر رفع حظر التجول الليلي كليا.
وفرضت القيادة هذا الحظر قبل أسبوع، غير أن المتظاهرين -خاصة في ساحة التحرير وسط بغداد- تحدوا الحظر منذ ذلك الوقت، حيث غصت بهم الشوارع في ساعات الليل والنهار.
واتهم رئيس الوزراء العراقي بعض الأطراف باتخاذ المظاهرات دروعا للتخريب، مضيفا أن الحكومة تميز بين المتظاهرين السلميين وبين من يريد التخريب.
بيان السفارة الأميركية
في غضون ذلك، دعت السفارة الأميركية في بغداد الحكومة العراقية إلى التعاطي بجدية مع مطالب المحتجين المطالبين بالإصلاح.
وقال السفير الأميركي في بغداد “إن واشنطن تشجب قتل وخطف المحتجين العزل وتهديد حرية التعبير”، مؤكدا أن العراقيين يجب أن يكونوا أحرارا في قراراتهم بشأن مستقبل العراق.
ودعا السفير الحكومة العراقية والقادة السياسيين إلى التفاعل بشكل عاجل وبجدية مع مطالب الإصلاح ومحاربة الفساد.
يذكر أن العراق يشهد منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي موجة احتجاجات جديدة مناهضة للحكومة، وهي الثانية من نوعها بعد أخرى سبقتها بنحو أسبوعين.
وتخللت الاحتجاجات أعمال عنف واسعة خلفت نحو 275 قتيلا على الأقل فضلا عن آلاف الجرحى في مواجهات بين المتظاهرين من جهة، وقوات الأمن ومسلحي فصائل شيعية مقربة من إيران من جهة أخرى.