مغامران يعبران المحيط بسيارة عائمة في رحلة استغرقت 119 يوما
عندما يتعلق الأمر بالسفر، يختار معظم الأشخاص نوعا مريحا من وسائل النقل؛ مثل الطائرات والحافلات والسيارات، لكن هواة المغامرة لهم رأي آخر؛ فكلما كانت الرحلة صعبة أصبحت أكثر متعة، حتى أن هناك من يختار تجربة أنواع أكثر مغامرة كالإبحار بسيارة؛ الأمر الذي يبدو غير واقعي تماما.
وفي تقريره، قال موقع “بورد باندا” إن الصديقين ماركو أموريتي وماركولينو دي كانديا فكرا عكس ذلك، وأصبحا أول شخصين يعبران المحيط الأطلسي بواسطة سيارة عائمة.
كيف تغيرت الخطة؟
يعد والد ماركو هو الذي توصل إلى هذه الفكرة المجنونة، حيث ابتكر قبل عام من تشخيص إصابته بالسرطان في مراحله الأخيرة، والإبحار بسيارة عائمة لم تكن المغامرة الأولى للأب، فقد خاضها من قبل لمسافات بحرية قصيرة، وكان يحلم بعبور المحيط بها.
قرر الأبناء الثلاثة تحقيق حلم الأب، لكن الأخير اشتد عليه المرض؛ مما حال دون خوض المغامرة. لذلك، انطلق أبناؤه الثلاثة وصديقهم ماركولينو لتحقيق حلمه.
في الرابع من مايو/أيار 1999، أبحر الشبان الأربعة بعيدا عن جزر الكناري للوصول إلى الجانب الآخر من المحيط الأطلس، الرحلة التي استغرقت 119 يوما وصلت لجزر الكاريبي في سبتمبر/أيلول من العام نفسه.
سيارة مجهزة
واستخدموا حطام سيارة فولكس واجن باسات وفورد تاونوس المعبأة بالبولي يوريثان النشط لاستكمال الرحلة. ومن جهته، صرح ماركو لصحيفة “ناشيونال إنكويرر” الأميركية في حواره المنشور الأسبوع الجاري، بأن “حجرة السائق والراكب كانت مثل الملجأ، أما سقف السيارة فقد كان لدينا قارب مطاطي مع فتحة في المنتصف تسمح لنا بالصعود إلى السيارة والخروج منها”.
وأورد الموقع أن شقيقا ماركو لم يتمكنا من استكمال الرحلة، وتوجب عليهما العودة إلى المنزل بسبب علمهم بتعرض الأب لوعكة صحية. في المقابل، لم يثن ذلك الصديقين اللذين أيقنا أنهما سيكونان قادرين على الإبحار عبر المحيط.
مفاجآت غير متوقعة
لم تكن الرحلة سهلة، حيث تعرض الثنائي للضرب المتكرر من العواصف والإعصار، بالإضافة إلى ذلك، فقدا كل اتصالهما بالعالم في مرحلة مدتها 42 يوما، بسبب تعطل هواتفهما المتصلة بالأقمار الصناعية.
وفي هذا السياق، قال ماركو “عندما استرجعنا اتصالنا بالمنزل مجددا، ظللت أسأل عن والدي، ولم يخبرونا بأي شيء حتى لا يؤثر ذلك سلبا على معنوياتنا، لكن قبل وصولنا إلى مارتينيك، اكتشفت أنه قد توفي”.
وأفاد الموقع بأنه رغم ذلك، تحدى الشابان كل الاحتمالات واستكملا الرحلة. وبعد انقضاء أربعة أشهر مرهقة في “السيارة البحرية”، بلغ المسافران وجهتهما التي بلغ طولها ثلاثة آلاف ميل، ثم استكملا إبحارهما إلى شواطئ الجزيرة الكاريبية.
الجدير بالذكر أن الشابين أصبحا أول شخصين يعبران المحيط الأطلسي بسيارة عائمة. وفي هذا الإطار، قال ماركو “الآن أنا فخور لأنني أظهرت للعالم أن حلم والدي لم يكن مستحيلا”.