قتيل برصاص الجيش.. عون يطالب بحكومة تكنو-سياسة وينتقد المحتجين ويدافع عن باسيل
أُعلن في لبنان عن مقتل شخص في إطلاق نار أثناء قطع المتظاهرين طريقا رئيسيا جنوبي بيروت، بينما ألقى الرئيس ميشال عون كلمة طالب فيها بتشكيل حكومة تكنو-سياسية، ودافع عن حزب الله وصهره وزير الخارجية جبران باسيل.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن شخصا لقي حتفه بالرصاص عند حاجز على طريق في خلدة. وقالت قناة “الجديد” إن الرجل كان يشارك في احتجاج عندما تعرض لإطلاق نار.
وأعلن الجيش في بيان أن جنديا أطلق النار لتفريق محتجين كانوا يحاولون إغلاق طريق في خلدة جنوبي العاصمة بيروت مساء أمس الثلاثاء. وأفاد البيان بأن الجندي احتجز، وأن الحادث قيد التحقيق.
من جانبه طلب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري هذه الليلة من قائدي الجيش وقوى الأمن الداخلي ضمان حماية المواطنين وسلامة المتظاهرين.
وعلى صعيد متصل، أعرب الرئيس اللبناني ميشال عون أمس الثلاثاء عن تأييده تشكيل حكومة هجين من التكنوقراط والسياسيين، وانتقد في الوقت ذاته بعض الشعارات التي يرفعها المحتجون.
وقال عون في حوار تلفزيوني مع قناة “أم.تي.في” إن “حكومة التكنوقراط لا يمكنها تحديد سياسة البلد، وأنا أؤيد تشكيل حكومة نصف سياسية ونصف تكنوقراطية”.
ويرفع المحتجون حزمة مطالب منها: تسريع عملية تشكيل حكومة كفاءات دون انتماءات سياسية،و إجراء انتخابات مبكرة، واستعادة الأموال المنهوبة، ومحاسبة الفاسدين داخل السلطة.
ولم يجزم عون بموعد بدء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة لأن “الأمر مرتبط بالإجابات التي سنتلقاها من المعنيين، وإذا لم نتلق هذه الإجابات فقد نتأخر” عدة أيام.
ومنذ 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي يشهد لبنان مظاهرات غير مسبوقة، حيث يطالب مئات الآلاف برحيل الطبقة السياسية مجتمعة.
ويشكو المتظاهرون من الفساد المستشري وسوء الخدمات العامة وترهل البنى التحتية وفشل الحكومات المتعاقبة في حل الأزمات الاقتصادية.
وتحت ضغط الشارع، قدم رئيس الحكومة سعد الحريري استقالة حكومته يوم 29 من الشهر الماضي.
ولم يبادر عون إلى تحديد موعد لبدء الاستشارات النيابية الملزمة لتشكيل حكومة جديدة، مما يثير غضب المتظاهرين الذين يطالبون بتشكيل حكومة تضم اختصاصيين ومستقلين عن الأحزاب السياسية.
نعم أو لا
وبخصوص احتمال رئاسة الحريري للحكومة الجديدة، قال عون “اجتمعت مع الحريري ووجدته مترددا بين نعم ولا”، مضيفا أنه لا يعرف إن كان ذلك موقفه حتى الآن.
واعتبر عون أن شعار “كلكم يعني كلكم” الذي يرفعه المحتجون شعار خاطئ لأن في لبنان أشخاصا لديهم الكفاءة للنهوض بالبلد.
ويطالب المحتجون برحيل كل مكونات الطبقة الحاكمة التي يرون أنها فاسدة وتفتقر إلى الكفاءة.
وقال عون إنه يجب العمل على برنامج من ثلاث نقاط لبناء الدولة، وهي: مكافحة الفساد، وتحسين الوضع الاقتصادي، والتأسيس للدولة المدنية.
وأردف “إننا في مجتمع سياسي متناقض، ولا نريد الخروج منه إلى تناقضات جديدة.. نريد حكما منسجمًا لوضع خطة معينة للتنفيذ”.
وأضاف عون “وجهت ندائي إلى المتظاهرين ثلاث مرات لتوحيد الساحات وللعمل سويا من أجل الإصلاحات، وطلبت منهم البقاء في الساحات حتى يساعدوني، إلا أنني لا أجد تجاوبًا”.
وتابع “أنا مكبل بتناقضات الحكم والمجتمع، والخلايا الفاسدة أيضا مطوقة.. الآن الشعب نهض، وأصبح هناك مرتكز لفرض الإصلاحات”.
وبخصوص حزب الله، قال عون إن الحزب “منذ العام 2006 إلى اليوم ملتزم بالقرار (الدولي رقم) 1701، وهو لا يتدخل على الأرض اللبنانية بأي موضوع.. فُرض عليهم حصار مالي، ولكنه طال كل اللبنانيين من أجل أن نصطدم ببعضنا، ولكننا لن نسمح بأن تقع حرب أهلية في لبنان، أقلّه في عهد”.
ولم ينف الرئيس وجود ضغوط تمارس من الخارج حول مشاركة حزب الله في الحكومة.
وقال “لا يستطيعون أن يفرضوا علي أن أتخلص من حزب يشكل على الأقل ثلث اللبنانيين”، معتبرًا أن المجتمع الدولي “يطلب منا أشياء لا يمكننا أن نقوم بها”.
صهر الرئيس
وردا على توجيه انتقادات واسعة لصهره وزير الخارجية جبران باسيل، قال عون إن “أحدا لا يستطيع أن يمنع باسيل من حقه كرئيس أكبر كتلة نيابية وأن يضع فيتو عليه في نظام ديمقراطي”، إلا أنه في الوقت ذاته أبدى مرونة لناحية احتمال استبعاده بقوله “لديّ مبدأ ألا يكونوا (الوزراء) من داخل البرلمان”.
وفور إنهاء عون كلمته، بادر متظاهرون إلى قطع طرق عدة وسط بيروت وجنوبها وفي طرابلس والبقاع.
وقال هيثم الدرزي (36 عاما) إن “الناس لم تقتنع بوجهة نظر الرئيس لكونه لن يتم تشكيل حكومة حاليا.. وسيكون مسارا يحتاج وقتا طويلا”. وأضاف “سنعاود مجددًا قطع الطرقات لممارسة ضغط أكبر في الشارع لإسقاط الرئيس”.
وفي سياق متصل، التقى الرئيس اللبناني عددا من السفراء العرب، وطلب خلال اللقاء مساعدة الدول العربية للنهوض بالاقتصاد اللبناني.
من جهتها، دعت الأمم المتحدة إلى الإسراع في تشكيل حكومة كفاءات تتحلى بالنزاهة وتحظى بثقة الشعب اللبناني لتكون قادرة على طلب المساعدة الدولية.