رئيس الوزراء العراقي يتعهد بالاستقالة بعد احداث الناصرية
دعت رئاسة مجلس النواب العراقي إلى عقد جلسة خاصة غدا الأحد لمناقشة أحداث الناصرية جنوبي البلاد، حيث قتل 21 شخصا في مواجهات مع قوات الأمن، بينما تعهد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بتقديم طلب استقالته إلى البرلمان مع إكمال الاحتجاجات شهرها الثاني.
وأوضح رئيس الوزراء العراقي في بيان له أمس الجمعة أنه سيقدم استقالته للبرلمان ليتسنى للنواب اختيار حكومة جديدة، مشيرا إلى أن قراره جاء استجابة للدعوة إلى تغيير القيادة التي أطلقها علي السيستاني المرجع الديني الأعلى لشيعة العراق. ولم يوضح البيان متى سيستقيل عبد المهدي.
وكان السيستاني في وقت سابق الجمعة قد حث نواب البرلمان على إعادة النظر في مساندتهم لحكومة عبد المهدي لوقف دوامة العنف في البلاد. وحذرت المرجعية الشيعية البرلمان من عواقب التسويف في إجراء حزمة التشريعات الانتخابية، كما حثت المحتجين على رفض العنف وتنقية صفوفهم ممن سمتهم المندسين.
احتفالات بالاستقالة
وشهدت ساحة التحرير وسط بغداد احتفالات بعد إعلان عبد المهدي قراره، ونقلت وكالة رويترز عن شهود أن بعض المحتجين خرجوا إلى الشوارع في محافظات شمالي العراق تضامنا مع المحتجين في وسط وجنوبي البلاد عقب الإعلان.
وجاء قرار الاستقالة بعد يوم وصف بأنه الأكثر دموية في العراق منذ بداية الحراك مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فمقتل أكثر من خمسين شخصا وإصابة مئات المتظاهرين في الناصرية والنجف وبغداد، كان له وقع الزلزال على المشهد السياسي في البلاد.
وقدم محافظ الناصرية عادل الدخيلي استقالته، متهما قوات أمنية قدمت من خارج المحافظة بأعمال القتل. كما استقال من منصبه قائد شرطة ذي قار محمد زيدان القريشي احتجاجا على ما يجري في المحافظة، بينما قرر مجلس القضاء الأعلى في العراق تشكيل هيئة تحقيق للنظر في أحداث ذي قار.
وأوردت وكالة الأناضول أن السلطات المحلية في محافظتي النجف وذي قار أعلنت أمس الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على أرواح قتلى المتظاهرين الذين سقطوا في المحافظتين. وقد قتل منذ أول أمس الخميس 70 متظاهرا في النجف وذي قار برصاص قوات الأمن ومسلحين من مليشيات مجهولة، وفق ما ذكرته مصادر طبية وشهود عيان للوكالات.
وقالت مصادر الشرطة إن قوات الأمن قتلت أمس الجمعة متظاهرا عند جسر الأحرار القريب من ساحة التحرير.
من جانب آخر، قال الجيش العراقي إن صاروخا ضرب المنطقة الخضراء الشديدة التحصين في بغداد التي تضم المباني الحكومية والسفارات الأجنبية في وقت متأخر من أمس الجمعة، لكن دون سقوط ضحايا.
يشار إلى أن القوات العراقية قتلت مئات المتظاهرين -ومعظمهم شبان عزل- منذ اندلاع الاحتجاجات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي للمطالبة برحيل الطبقة السياسية ومحاربة الفساد. كما قتل في الاشتباكات بين المحتجين والمتظاهرين أكثر من 12 من أفراد قوات الأمن.
وطبقا لإحصاء أعدته رويترز استنادا إلى مصادر الشرطة ومسعفين، قتل منذ بدء الاحتجاجات 436 شخصا على الأقل.