الهندسة الجيولوجية.. خمسة مشاريع مجنونة لإنقاذ كوكب الأرض
مع افتتاح مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (COP25) الأسبوع المقبل، يزداد التشاؤم بشكل كبير حول قدرة العالم على خفض انبعاثات الكربون، ولذلك يقترح العلماء والسياسيون الاعتماد على الهندسة الجيولوجية لتبريد الكوكب بشكل مصطنع.
وفي هذا السياق، أوردت صحيفة ليزيكو الفرنسية خمسة مشاريع تعتبرها جنونية لإنقاذ الأرض على النحو التالي:
إرسال كبريت وكربونات الكالسيوم في الغلاف الجوي
حاول الباحث بجامعة هارفارد ديفيد كيث -وهو أحد رواد الهندسة الجيولوجية- منذ عدة سنوات تطوير أول تجربة لإدارة الطاقة الشمسية حيث هي، وذلك في البداية بإرسال بالونين إلى منطقة الستراتوسفير في الغلاف الجوي، على ارتفاع عشرين كيلومترا، لإسقاط بضعة كيلوغرامات من كربونات الكالسيوم والتحقق من النتيجة.
وبمجرد تفريق هذه الجسيمات ستكون لديها القدرة على عكس أشعة الشمس بشكل مستدام وبالتالي تقليل الاحترار العالمي، كما تقول الصحيفة، مشيرة إلى أن هذه الفكرة مستوحاة من آثار الانفجارات البركانية على المناخ، إذ يقول سليمان بكي، الباحث في مختبر الغلاف الجوي إنه “من المعلوم أن هذه الأحداث الطبيعية يمكن أن تبرد درجة حرارة الكوكب”.
تبييض الغيوم
ومن ناحيته، يُعد الأستاذ الفخري بجامعة أدنبره ستيفن سالتر رائدا في تقنية “تبييض الغيوم”، من أجل زيادة كفاءة هذه التجمعات من البخار المكثف التي تنتشر في سمائنا والتي تشتت بالفعل ما يقرب من 30% من الإشعاع الشمسي.
وقد صمم هذا المهندس الإنجليزي نظاما لرش مياه البحر مع توجيهه نحو طبقة السحب الركامية البحرية، لتشكيل قطرات أصغر من الماء مع قوة عاكسة أكبر، كما توضح الصحيفة.
ووفقا لتصور هذا المهندس، يستطيع أسطول مكون من ثلاثمئة سفينة مزودة بهذا الجهاز أن يخفض درجة الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية، ولكن علماء المناخ يشككون في جدوى هذه العملية، حيث يقول سليمان بكي إن “تكلفة الطاقة بالنسبة لمثل هذا الحل ستكون هائلة، خاصة أنه من غير الممكن توقع التأثير النهائي لهذا التدخل على المناخ”.
بعض الحلول تقترح تبييض الغيوم من أجل رفع كفاءتها في تشتيت أشعة الشمس (بيكساباي) |
تسميد العوالق النباتية
وأشارت الصحيفة إلى أن تقنية تسميد العوالق النباتية (البلانكتون) المعروفة بأنها المستهلك الرئيسي لثاني أكسيد الكربون، موضوع عشرات التجارب الصغيرة، ولكن الكثير من الشكوك لا يزال يحوم حول مدى صواب إسقاط كميات كبيرة من الحديد في البحر بصفته سمادا، لزيادة وظيفة “بالوعة الكربون” هذه، حيث يلتقط المحيط 25% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي ينتجها البشر.
ويوضح ستيفان بلين -الباحث في مختبر علم الأحياء الدقيقة الميكروبي بمعهد البحث العلمي الفرنسي- أن معظم هذا العمل يتم من خلال عملية فيزيائية بإذابة الكربون في الماء، مؤكدا أن “امتصاص العوالق النباتية للكربون هامشي، لأن جزءا كبيرا من ثاني أكسيد الكربون يتم إطلاقه أثناء تحلل هذه الطحالب المجهرية على السطح، ولا تبقى سوى كمية صغيرة جدا هي التي تحبس في القاع بشكل مستدام”.
جعل المياه قلوية
وقالت الصحيفة إن بعض العلماء يرون أن من شأن أساليب أخرى لتغيير كيمياء المحيطات أن توفر إمكانات أكبر، حيث يمكن -من خلال إلقاء كميات كبيرة من خام الجير أو الزبرجد الزيتوني في البحر- مواجهة عملية التحمض من خلال جعل المياه السطحية قلوية، غير أن هذه الممارسة لم يتم اختبارها بعد في الواقع.
سحب الماء البارد من قاع المحيطات
وقالت الصحيفة إن هذه العملية تقوم على جعل أنابيب ضخمة يبلغ طولها ثلاثمئة متر وعرضها مئتا متر، تطفو في المحيطات، مما يسمح بخلط مياه القاع مع المياه الدافئة في السطح لتبريدها، وبالتالي تجنب الأعاصير التي تتشكل في الماء عند درجة حرارة تزيد على 25 درجة مئوية.
وقد تم تسجيل براءة اختراع هذا النظام للشركة الأميركية “إنتلكتوال فنتشر” التي أنشأها بطل آخر من أبطال الهندسة الجيولوجية، وهو عالم المناخ كين كالديرا، من معهد كارنيجي للعلوم.