قد يكون أحد أبنائك من “ذوي القدرات الكامنة المتعددة”.. تعرفي على صفاتهم
ذوو القدرات الكامنة المتعددة Multipotentialites، هم أشخاص لديهم الكثير من المهارات والهوايات المبدعة، فعندما يهتم أحدهم بشيء ما فإنه ينغمس فيه بكل جوارحه حتى يجيده تماما، ثم يصل إلى مرحلة من الضجر، رغم محاولته الاستمرار بعد أن أنفق الكثير من الوقت والمال في هذا المجال، لكنه يتركه في النهاية.
ثم يهتم بشيء آخر مختلف تماما عما سبقه، ويتحمس له ولسان حاله يقول أخيرا وجدت ضالتي، لكنه أيضا سرعان ما يصل إلى مرحلة الضجر ثانية، وفي النهاية يترك هذا المجال ليكتشف شيئا جديدا، ويبدأ في التفرغ له بكل جوارحه، وهكذا.
ولكي تنتبه الأسرة لوجود موهبة المهارات المتعددة لدى أحد الأبناء، وتتفهم خصوصية نمط تفكيره، وصفاته ونقاط القوة لديه، لتحيطه بما يحتاج من اهتمام ودعم وتشجيع، كان هذا التقرير.
كيف تكون كل شيء؟
كيف تكون كل شيء؟ عنوان كتاب للكاتبة الأميركية من أصل كندي إميلي وابنيك Emilie Wapnick.
إميلي الموسيقية ومصممة الويب وصانعة الأفلام وسيدة الأعمال وطالبة الحقوق السابقة أيضا، كان لها السبق في نشر مصطلح “ذوي القدرات الكامنة المتعددة”، فهي من أخذت على عاتقها مهمة التعريف بهذه النوعية من الأشخاص، والتوعية بأهمية تشجيعهم والاستفادة من طاقاتهم الإبداعية المتنوعة، في مواجهة ثقافات موروثة كرست النظرة الخاطئة لمن لا يملك وظيفة محددة ويتخصص في شيء ما.
تقول وابنيك “من الصعب التعايش مع التعددية في مجتمع مبني على التخصص، فمنذ الطفولة يسألك أصدقاء الأسرة ماذا تحب أن تكون عندما تكبر؟ وعليك أن تعطي تخصصا واحدا محددا: طبيب، مهندس، ضابط.. هكذا. وأول ما يطالبونك به في الجامعة أن تختار تخصصا محددا لتدرسه وتقضي فيه بقية عمرك، كذلك في مقابلات التوظيف، يطلبون منك أن تعرف بنفسك، وعن تخصصك بالتحديد”.
وتضيف “مجتمعنا يضع قيمة أعلى لذوي التخصص، وأعتقد أنه بدلا من اختيار شيء واحد وإنكار بقية مواهبنا الأخرى، يمكننا إيجاد طرق لدمج مهاراتنا المتنوعة، لبناء حياة ديناميكية متعددة الأوجه”.
تواصل إميلي نشاطها عبر مدونتها على الإنترنت Puttylike.com، التي تحتوي على أكثر من ستمئة مقال عن التحديات الرئيسية التي يواجهها “ذوو القدرات الكامنة المتعددة”.
صفات ذوي القدرات الكامنة المتعددة
“ذوو القدرات الكامنة المتعددة” هم أناس متحمسون بطبيعتهم، ولديهم فضول قوي وذكاء ملحوظ، ومن ملامح شخصيتهم:
– لديهم مجموعة واسعة من الاهتمامات، ويفضلون التنوع بدلا من التركيز على شيء واحد.
– لا يطيقون الشعور بالملل، ويغيرون الوظائف أو مجالات الدراسة في أكثر الأحيان.
– يرفضون النمطية ويتبعون حدسهم الداخلي، فلديهم دافع داخلي للتفكير خارج الصندوق لا يخفت.
– يفضلون البدء في المشاريع على الانتهاء منها ويفقدون اهتمامهم بأية مهمة بتحقق أهدافها.
– عندما يصلون إلى هدف أو مستوى من النجاح، يقررون التغيير إلى شيء مختلف.
نقاط القوة
“ذوو القدرات الكامنة المتعددة” لديهم قدرة مذهلة على التعلم كأنهم أسفنجة فكرية تمتص العالم من حولهم، كما أن تراكم خبراتهم في مجالات عدة يجعلهم نادرا ما يبدؤون من الصفر، ولا يقلقهم التنقل من مجال إلى مجال آخر مختلف تماما، وبطريقة لا يتوقعها أحد، ومن نقاط قوتهم:
– البراعة في تكوين الفكرة، بمعنى القدرة على الابتكار وتخليق الأفكار المبدعة من مزيج مهاراتهم المتنوعة وخبراتهم المتعددة، فهم مخططون يحبون إحياء المشاريع والخروج بأفكار جديدة.
– القدرة على التكيف، وحددت مجلة “فاست كمبني” القدرة على التكيف كأهم مهارة للتطور في القرن 21، وهي بمعنى قدرتهم على التحول إلى ما يحبون أن يكونوا عليه، فترى أحدهم في بعض الأحيان مخرج أفلام، وفي أحيان أخرى مصمم مواقع إنترنت، أو خبير تسويق.
– التفكير المنفتح، فتعدد المهارات يجعل الشخص أكثر قدرة على رؤية الآثار الأوسع لمشكلة ما، مما يمكنه من اتخاذ قرارات أكثر ذكاء وأكثر استنارة.
– التحول بين أنماط التفكير، فالقدرات المتعددة تُكسب الشخص خلفية عن تخصصات كثيرة ومتنوعة، مما يجعله قادرا على التحول برشاقة بين أنماط التفكير المختلفة والتقريب بينها.
وفي كتابها “رفض الاختيار” تستخدم باربرا شير للتعبير عن هذه الموهبة وصف “قائد الأوركسترا” الذي يعرف كيف يمزج بين كل هذه الآلات الموسيقية لأن لديه فكرة عنها جميعا.
– أصحاب القدرات المتعددة يعرفون كيفية القيام بالعديد من الأشياء بشكل جيد في وقت واحد، وغالبا دون الحاجة لمساعدة خارجية، مما يجعل الاستغناء عنهم صعبا.
في النهاية تنصح إميلي وابنيك بتقبل الشغف متعدد المجالات، معتبرة أن العالم في حاجة إلى ذوي القدرات الكامنة المتعددة.