سياحة في فوهة بركان.. جزيرة نيوزيلندية تقذف حممها وتودي بحياة زائرين
بعد ساعات من ثورة بركان الجزيرة البيضاء (وايت أيلاند) -الذي يقبل السائحون على زيارته في نيوزيلندا- أعلنت الشرطة النيوزيلندية أنه لم يعد هناك أثر للحياة على الجزيرة.
وأكدت الشرطة مقتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص، وقالت إن هناك آخرين في عداد المفقودين.
وكانت تقارير صحفية أوضحت أن خمسين شخصا من دول عدة كانوا على الجزيرة وقت ثورة البركان، وقالت الشرطة إنها أنقذت 23 شخصا منهم، وأضافت أن آخرين ظلوا على الجزيرة بعد ذلك.
وقالت الشرطة في بيان -بعد أن نفذت مروحيات وطائرات أخرى عدة طلعات استطلاعية فوق الجزيرة عقب ثورة البركان بعد ظهر اليوم الاثنين بالتوقيت المحلي- “لم يتم رصد أي أثر للحياة في أي مكان”.
وأضاف البيان “الشرطة تعتقد أن كل من كان يمكن انتشاله حيا قد أُنقذ بالفعل وقت ثورة البركان”، وأردفت أنها “تعمل بشكل عاجل لتأكيد عدد من لقوا حتفهم”.
والجزيرة البيضاء -التي تسمى أيضا “واكاري”- هي أنشط بركان في نيوزيلندا، لكنها رغم ذلك مقصد للسائحين الذي يقبلون على زيارتها في جولات يومية أو مشاهدتها من السماء في جولات بالطائرات، وهي جزيرة مملوكة للقطاع الخاص.
عند فوهة البركان
ونشر سائح أميركي يدعى مايكل شيد مجموعة من التغريدات ولقطات الفيديو على موقع تويتر، تظهر وجوده عند فوهة البركان قبل دقائق من ثورته.
وفي أحد مقاطع الفيديو التي نشرها شيد وهو يغادر سريعا في قارب للابتعاد عن الجزيرة، يظهر عمود ضخم من الرماد الأبيض يتصاعد في السماء، في وقت احتشدت فيه مجموعة من السائحين المذعورين عند الشاطئ في انتظار المغادرة.
وقال شيد في تغريدة “يصعب تصديق هذا؛ كانت مجموعتنا السياحية تقف على حافة الفوهة الرئيسية قبل ثورة البركان بأقل من ثلاثين دقيقة”.وقال شاهد آخر -وهو برازيلي يدعى أليساندرو كوفمان في منشور على منصة إنستغرام- إنه غادر مع مجموعته بالقارب قبل خمس دقائق من ثورة البركان.
وأضاف “كانت هناك مجموعة أخرى وصلت بعدنا مباشرة، وللأسف لم يتمكنوا من المغادرة في الوقت المناسب، وأصيب البعض بحروق خطيرة”.
وتظهر كاميرا متصلة بالإنترنت عند بركان “وايت أيلاند” أن مجموعة واحدة على الأقل من السياح كانت داخل فوهة البركان قبل دقائق من ثورانه وتغطيته للمنطقة بسحابة ضخمة من الرماد.
وقال علماء براكين إن عمود الرماد الصادر من البركان ارتفع مسافة 12 ألف قدم (3658 مترا) في الهواء.
وتظهر الكاميرا المثبتة على حافة الفوهة، التي تشغلها وكالة “جيونت” لرصد المخاطر الجيولوجية؛ مجموعة من الأشخاص يسيرون قرب الحافة داخل الفوهة التي كان يصدر عنها دخان أبيض مستمر بكثافة منخفضة خلال الساعة التي سبقت ثورة البركان في الساعة 2:11 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (1:11 بعد منتصف الليل بتوقيت غرينتش).
وتلتقط تلك الكاميرا مع ثلاث كاميرات أخرى مثبتة في نقاط حيوية مختلفة صورا للبركان وترسلها عبر الإنترنت كل عشر دقائق.
دقيقة قبل الثورة
وفي الساعة الثانية بعد الظهر، التقطت الكاميرا المثبتة على حافة الفوهة صورة لمجموعة من الناس على الحافة، ويبدو حجمهم بالغ الصغر مقارنة بالبركان الهائل.
وفي الثانية وعشر دقائق، أي قبل دقيقة واحدة من ثورة البركان، ابتعدت المجموعة عن الحافة وسلكت مسارا آخر. ولم يتضح إن كانت المجموعة التي بدا أنها مؤلفة من 12 شخصا غادرت المكان، لأنها تلقت تحذيرا بوجوب الفرار أم أنها ببساطة كانت تكمل جولتها دون إدراك للخطر المحدق.
هل حذرهم أحد قبل الكارثة؟
قال راي كاس وهو أستاذ فخري في جامعة موناش في تصريحات نشرها مركز الإعلام العلمي الأسترالي “وايت أيلاند كارثة منتظرة منذ سنوات”. وأضاف “زرتها مرتين وشعرت دوما بأنه أمر شديد الخطورة أن يُسمح لمجموعات اليوم الواحد السياحية بزيارة الجزيرة غير المأهولة، بالقوارب أو المروحيات”.
في الثالث من ديسمبر/كانون الأول الجاري، حذرت وكالة “جيونت” لرصد المخاطر الجيولوجية من أن “البركان ربما دخل فترة أصبح فيها النشاط البركاني مرجحا أكثر من المعتاد”، لكنها أضافت أن المستوى الحالي لا يشكل خطرا مباشرا على الزائرين.
من ناحية أخرى، قالت رئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أرديرن في مؤتمر صحفي عقب ثورة البركان “أعلم أن هناك قدرا كبيرا من المخاوف والقلق على من كان أقاربهم على الجزيرة أو في المنطقة المحيطة بها في ذلك الوقت. أستطيع أن أؤكد لهم أن الشرطة تفعل كل ما بوسعها”.