ليبيا

عقب نشر صور لمدرعات مصرية أميركية.. مسؤولون ليبيون ينددون بدعم القاهرة لقوات حفتر

ندد مسؤولون سياسيون وعسكريون في حكومة الوفاق الوطني في ليبيا بالدعم العسكري المصري لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر في هجومه على العاصمة طرابلس المستمر منذ أبريل/نيسان الماضي، وذلك بعدما أظهرت صور نشرتها وحدة إعلامية تابعة لقوات حفتر مدرعات مصرية-أميركية الصنع تستخدمها قوات حفتر في الحرب على العاصمة.

وقال عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر إن وصول مدرعات مصرية أميركية جديدة إلى حفتر يعتبر تصعيدا خطيرا للأزمة الليبية.

وأوضح الشاطر في حديث للجزيرة نت أن هذا الدعم المصري يهدف إلى إحلال أمر واقع قبل انعقاد مؤتمر برلين، لاقتراح صيغة سياسية للخروج من التوتر الذي يسود المشهد الليبي.

وأضاف المسؤول الليبي “لا ألوم الدول التي تدفع بهذه الأسلحة الفتاكة لأن لديها مشروعا تريد تحقيقه بالقوة، لكن اللوم على الدول الكبرى التي تصنع السلاح أو تملك حق صناعته وتسربه إلى ليبيا دون أن تعترض، فرنسا والصين والولايات المتحدة”.

وأكد الشاطر أن هذا الدعم العسكري لحفتر يستدعي وبصورة عاجلة تطبيق وتفعيل حكومة الوفاق اتفاقية التعاون الأمني والعسكري والدفاع المشترك التي وقعتها مع تركيا مؤخرا.

وكانت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقوات حفتر نشرت قبل يومين فيديو لمن أسمتهم “قوة العمليات الخاصة باللواء 106 مجحفل”، إلى جانبهم مدرعات مصرية حديثة تظهر لأول مرة بحوزة قوات حفتر من أجل السيطرة على طرابلس.

وعرضت مصر المدرعة “Terrier LT-79” ضمن فعاليات معرض الدفاع والتسليح إيديكس في ديسمبر/كانون الأول 2018 الذي أقيم في مركز المعارض بالقاهرة الجديدة في مصر.

داعم أول
ووصف عضو المجلس الأعلى للدولة بالقاسم دبرز مصر بالداعم الإقليمي الأول وبشكل غير محدود لحفتر، مشيرا إلى أن هذا الدعم العسكري الجديد “متوقع بعد دعمه سابقا بالذخائر والأسلحة لشن حرب على طرابلس”.

وأضاف رئيس لجنة الأمن بالمجلس الأعلى للدولة أن “هذه المدرعات ليست أفضل من سابقاتها التي جلبتها الإمارات إلى حفتر، وسيتم التعامل معها وتدميرها من قبل الجيش الليبي والوحدات المساندة بحكومة الوفاق”.

وأوضح دبرز في تصريحه للجزيرة نت أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لم يعد يضع أي اعتبار لعلاقات حسن الجوار مع الليبيين، غير ملتفت للرقابة الدولية التي يفرضها مجلس الأمن الدولي على ليبيا.

وطالب دبرز حكومة الوفاق بتقديم مذكرة احتجاج قوية إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بشأن الدول الداعمة لحفتر عسكريا بعد توثيق هذه الخروق.

غير محدود
ووصف المتحدث باسم عملية بركان الغضب في حكومة الوفاق مصطفى المجعي الدعم العسكري المقدم من القاهرة والذي يدخل بشكل مستمر عبر الحدود المصرية، بـ”غير المحدود”.

وأضاف المجعي “نحن لا نستهين بهذا المدرعات، لكنها في الأخير ستؤول إلى قواتنا أو تتحول إلى خردة بعد قصفها من سلاح الجو الليبي”.

وتابع في تصريحه للجزيرة نت “غنمت قواتنا من مليشيات حفتر أسلحة أشد تأثيرا وتطورا، من بينها مدرعات إماراتية وطيران صيني وأسلحة روسية جلبتها الإمارات وذخائر مصرية وصواريخ جافلين أميركية جلبتها فرنسا لحفتر”.

واعتبر المجعي أن مواصلة إرسال السلاح من الدول الداعمة لحفتر يزيد من معاناة المدنيين ويؤدي لسقوط مزيد من الضحايا الأبرياء الذين تستهدفهم مليشيات حفتر باستمرار، في انتهاك واضح للقرارات والمواثيق الدولية.

فارق جزئي
ويؤكد الخبير العسكري عادل عبد الكافي للجزيرة نت أن تلك المدرعات المصرية تأثيرها جزئي على أرض المعركة ولن تشكل فارقا كبيرا في محاور القتال، وأردف قائلا إن “العربات المصفحة قد توفر الحماية لتنقلات العناصر، لكن امتلاك قوات حكومة الوفاق أسلحة مضادة لهذه العربات هو ما سيفشلها في أي تحركات ميدانية”.

وطالب عبد الكافي حكومة الوفاق الوطني بأن تمد يدها إلى عرض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإنهاء مليشيات حفتر في طرابلس، والمساعدة في محاربة الإرهاب وتأمين الحدود الليبية والهجرة غير النظامية.

واعتبر عبد الكافي أن حفتر يهدف إلى إطالة أمد المعركة في طرابلس قبل مؤتمر برلين عبر مواصلة الدول الإقليمية تقديم المعدات العسكرية والطائرات المسيرة والعربات المدرعة والسماح بمرورها عبر الحدود الليبية تحت مرأى المجتمع الدولي.

ويمثل وصول المدرعات المصرية الأميركية الصنع إلى حفتر انتهاكا جديدا لقرار حظر التسليح المفروض على ليبيا من مجلس الأمن الدولي منذ عام 2011، إذ أعلن خبراء الأمم المتحدة مطلع الأسبوع الجاري في تقرير حديث أن الإمارات والأردن في طليعة الدول الداعمة عسكريا لحفتر في حربه على طرابلس.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى