فراولة الجبال بتونس.. علاج للمرضى ومصدر رزق للعائلات
ثمرات اللنج الحمراء والصفراء تضفي جمالا على الشجرة |
وتنمو أشجار اللنج في حوض البحر الأبيض المتوسط وجنوب غرب آسيا وأميركا الشمالية، وهي دائمة الخضرة ويبلغ طولها من 6 إلى 12 مترا، وتجاور أشجار السنديان والعرعر، وتثمر شتاء ثمرا يشبه الفراولة مما يجعلها تنفرد بجمالها.
موسم القطف
يستغل الشباب والأطفال الأيام المشمسة في الإجازة المدرسية للذهاب إلى الجبال المجاورة وقطف فاكهة اللنج، فتراهم منتشرين في كل مكان وعلى طول مرتفعات عين دراهم وفرنانة وسلاسل جبال خمير كما لو كانوا في حالة سباق.
ويتسلق الأطفال أغصان الشجرة اللينة بحذر شديد خوفا من السقوط، ويقطفون الثمرات بعناية ويضعونها في أكياس وهم يتسابقون في حماس ومنافسة شديدة للحصول على أكبر مبلغ مالي ممكن عند البيع.
ويصطف الأطفال لبيع الثمرة على قارعة الطريق المؤدية إلى عين دراهم التي يتوافد إليها العديد من السياح لاكتشاف جمالية المنطقة بأسقف منازلها الحمراء المثلثة المغطاة بالثلوج وشلالاتها الرقراقة وغاباتها الكثيفة.
مؤونة وعلاج
لا يتوقف دور الثمرة عند أكلها طازجة، بل إن ربات البيوت يصنعن منها مربى لذيذا ويحفظن جزءا منها في الثلاجة لأكلها في شهر رمضان المعظم، كما لا يقتصر استغلالها في الأكل فقط، بل تستخدم الثمرة في علاج بعض الأمراض كالروماتيزم والأكزيما (التهاب الجلد) وغيرهما من الأمراض.
وتمسك صالحة (50 عاما) غصن الشجرة تطارد ثمرات اللنج في طرفه وتقول للجزيرة نت “أحرص على جمع اللنج كل سنة فهو مفيد لآلام المفاصل والأمراض الجلدية”. ويؤكد كلامها ابن أخيها مراد (30عاما) قائلا “فعلا هذه الثمرة مفيدة جدا فمنذ سنتين شفيت بفضلها من طفح جلدي كان أصابني”.
ويقفز غسان (10 أعوام) من الشجرة بعد أن جمع كمية لا بأس بها من فراولة الجبل ويفتح الكيس ليتذوق ثمرة تعبه ويبتسم قائلا “إنها لذيذة سأجمع المزيد”، ثم ينطلق للبحث عن شجرة أخرى رفقة أخيه لبيعها فيما بعد على قارعة الطريق المجاور.
ولم يفند العلم والبحوث اعتقادات الأهالي حول الفوائد الجمة لنبتة فراولة الجبال البرية، وأكدت اختصاصية التغذية سندة بالحاج للجزيرة نت أن الثمرة تحوي الكثير من العناصر الغذائية المفيدة للجسم، مثل مضادات الأكسدة، فضلا عن قدرتها على مقاومة الالتهابات وتخفيف آلام المفاصل، مشيرة إلى أن الإكثار من تناولها يمكن أن يسبب الإسهال.