هل ينبغي تكفير المسلم الذي يشارك المسيحيين أعياد الميلاد وراس السنة ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيصل جلول
اباشر الرد على هذا السؤال انطلاقا من جدل لا يني يتكرر في مناسبة الميلاد وراس السنة من كل عام . وسأستند الى التغريدة المصورة ادناه المنسوبة ل قيس سعيد الرئيس التونسي المنتخب حديثا .أنصاره يؤكدون ان لا صلة له بها وخصومه يرون العكس. سواء ثبتت نسبتها ام انتفت فهي جديرة بنظرة فاحصة فالظن الغالب ان كثيرين يرددونها بصيغة أو بأخرى. فهل يلام مسلم على المشاركة في احتفالات الميلاد الى حد الكفر؟ وهل يلام مسيحي على امتناعه عن مشاركة المسلمين اعيادهم.؟
ان مشاركة المسلم في احتفالات الميلاد لا تتناقض مع مكانة السيد المسيح في القرآن بل تتناسب معها .لست فقيها لكن نظرة سريعة على الآيات التي تتحدث عن السيد المسيح تتيح القول منطقيا ان مشاركة المسلم في هذه الاحتفالات لا غبار عليها وهنا استعين باخ جمع على النت الآيات التالية مشكورا
” اذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يبشّرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم…] (قرآن 3 آل عمران، 45).
[ وقولهم إنّا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله…] (قرآن 4 النساء، 157).
[… المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه…] (قرآن 4 النساء، 171).
[… قل فمن يملك من الله شيئاً إن أراد أن يهلك المسيح ابن مريم وأمّه…] (قرآن 5 المائدة، 17).
[ اتّخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله والمسيح ابن مريم…] (قرآن 91 التوبة، 31)
النقطة الثانية تتعلق بعالمية الاحتفال ليشمل كل الأديان والاعراق وليس المسلمين حصرا. لقد اصبح يوما للفرح والتواصل بين عائلات قد لا تجتمع الا في هذه المناسبة ويوما للبهجة لدى الأطفال الذين تسحرهم اسطورة العيد وتخاطب احلامهم وخيالهم . ان طقوس تزيين شجرة الميلاد والمغارة ورصف الهدايا وتزيين المائدة واختيار الاطباق والحلوى الخاصة بالعيد كل ذلك وغيره يسكن مخيلة الأطفال المسلمين والمسيحيين وهم لا يشاركون بقسمهم الأعظم في قداس الميلاد ولربما لا يعرفون كلهم المعنى الديني للمناسبة .
النقطة الثالثة تفيد بان عالمية هذا العيد ناجمة عن السيطرة الغربية على العالم وهذا الافتراض صحيح وخاطئ في ان معا. صحيح بسبب النظام الدولي وخاطئ لان المسلمين في بلاد الشام يشاركون المسيحيين اعيادهم والعكس وهذا التقليد ما زال قائما حتى اليوم. في لبنان كان الامام موسى الصدر يصلي في الكنيسة . في فرنسا يصلي اليوم مسلمون في كنائس مهجورة . لقد شاركت العام الفائت في مهرجان للتراتيل الصوفية في كنيسة سانت ماري في وسط باريس .
النقطة الرابعة وتتصل بتجربتي الشخصية فانا اتلقى التهاني بعيدي الفطر والأضحى من أصدقاء وجيران مسيحيين منذ وقت طويل والتهنئة مشاركة خصوصا عندما تترافق مع تناول كعك العيد او وجبات العيد.
النقطة الخامسة تتصل بجانب من اعيادنا الإسلامية من قبيل اضاحي الخرفان وذبحها في المنازل او على عتباتها وهده قد لا تروق للأطفال وهي عموما من مهام الراشدين المسلمين في حين ان كعك العيد و أماكن الملاهي تجذب في المناطق المختلطة أطفالا مسيحيين اما في مناسبات إسلامية أخرى مثل عاشوراء فمن الصعب ان نطلب مشاركة الاخرين في التطبير الذي يرفضه فقهاء كبار في الطائفة الشيعية .
النقطة السادسة عندما كان المسلمون يسيطرون على النظام الدولي او جزء منه كانت وجوه مختلفة للتشارك والتباعد في المناسبات الدينية تماما كما هو الحال اليوم . يبقى اننا في فضاءاتنا المسلمة لم نكافح بما يكفي التيارات التكفيرية التي تصنف المسيحيين في خانة الكفرة .فهل نأخذ على كافر امتناعه عن المشاركة في اعيادنا ؟
النقطة السابعة ان مشاركة مسيحي نجران رسول العربي والترحيب به بترتيل عابر للقرون ” طلع البدر علينا ” يفصح عن مشاركة تاريخية رائعة في مناسباتنا لا تتفق ابدا مع ضيق الأفق الوارد في التغريدة .
كائنا ما كان مصير التغريدة أدناه فهي بحاجة لإعادة نظر للأسباب المذكورة انفا. ذلك اننا نعيش في عصر تداخلت فيه المجتمعات الى حد انبثاق هوية جديدة وهويات مهجنة