التلاعب الغربي في لبنان : التشكيلة الحكومية إلى ما بعد رأس السنة
«لن تكون الحكومة عيدية اللبنانيين» آخر يوم في العام هذا ما أجمعت عليه المعلومات حول عملية تشكيل الحكومة، ولفت رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب إلى أن «العملية ستتأخّر لعدة أسباب وما نتمناه حكومة بالأمس قبل اليوم كل يوم تأخير يزيد استمرار الأزمة أشهراً».
وكانت تغريدة منسوبة إلى حساب يحمل إسم الرئيس المكلف حسان دياب أثارت تساؤلات حول دقتّها حيث جاء فيها «خبر سار للشعب اللبناني في الساعات القليلة القادمة» ، إلا أن دياب أكد عبر «تويتر» أنه «لم يصدر عنه أي موقف أو كلام»، مشيراً إلى أن «كل ما يُنشر على بعض وسائل التواصل هو غير صحيح».
في موازاة ذلك، رأى نائب الأمين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أن «لبنان لا يحتمل المزيد من التهديم والتعطيل، وعلى رغم الطروحات الكثيرة التي ملأت الساحة بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، فقد أدرك الجميع أن الخطوة الإنقاذية تبدأ بتأليف حكومة جديدة كفية وقادرة على السير بالإصلاحات التي تعالج الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والمالية، وتكافح الفساد، وتعمل على إعادة الأموال المنهوبة والمهرّبة».
حزب الله يوضِّح الموقف الملتبس لرعد: نحن مع الحل الحكومي وليس الفوضى
وأضاف: «انتهت مرحلة اختيار رئيس الحكومة، فقد تمّ تكليف الرئيس الدكتور حسان دياب، ويجب تسهيل مهمته في تأليف الحكومة، وأي محاولة لمحاصرة التكليف أو التأليف تهدف إلى إعادة لبنان إلى الفراغ، وهو عمل ضد مصلحة لبنان». واعتبر «أن الرئيس المكلف يمتلك الحكمة والنشاط المكثف ووضوح الرؤية، وهو يحاول إنجاز التأليف في أقرب وقت، ولكن من الطبيعي أن يحتاج إلى بعض الوقت بسبب المروحة الواسعة من الاتصالات التي يجريها لتمثيل أوسع على المستويين السياسي والشعبي، عجيب كيف يعدّ له بعضهم الأيام وقد كانوا يتجاوزون الشهور بسبب مصالحهم الضيقة؟!».
وتابع قاسم «من حق الرئيس المكلف ومسؤوليته أن يتشاور مع فئات المجتمع وسياسييه، ولكنه ليس مسؤولاً أن يقف عند «فيتو» الرافضين الذين قرّروا عدم المشاركة، هم يتحملون مسؤولية رفضهم، وهو مسؤول أن يقدم الحكومة التي توصل إليها بالتشاور مع رئيس الجمهورية إلى المجلس النيابي لنيل الثقة. إذا كان الخيار بين «فيتو» التعطيل وبين الحكومة فنحن مع الحكومة، وإذا كان الخيار بين الفوضى وبين البدء بالحل فنحن مع الحل، وإذا كان الخيار بين حكومة تصريف الأعمال التي لا تتابع أمور البلد ومشاكله وبين حكومة الفرصة للمعالجة والإصلاح فنحن مع حكومة الفرصة. إذا كان الخيار بين الاستغلال السياسي لتفاقم الجوع وزيادة عدد العاطلين عن العمل، وبين وضع حد لوجع الناس وآلامهم، فنحن مع وضع الحد وتشكيل الحكومة، وهو الممر الحصري لذلك، مع ضرورة التذكير بأن متابعة ملفات الفساد والأموال المنهوبة أو المهرَّبة على عهدة القضاء ومصرف لبنان في كل آن، ويجب أن يستمر العمل عليها».
وجاء موقف نائب الأمين العام لحزب الله ليوضح نوعاً ما ما ورد على لسان رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد الذي فسّره البعض على أنه رسالة تهديد بالفوضى في حال إفشال تشكيل حكومة حسّأن دياب حيث قال رعد «من يريد أن يخاف يجب أن يخاف من عدم تشكيل الحكومة لأنّ هذا الأمر يؤدي إلى الفوضى وعندما يذهب البلد إلى الفوضى سيتحكم به الأقوياء».