الاعتداءات الاميركية في العراق: الحشد الشعبي ذكّر بحصار سفارة أميركا بإيران.. وواشنطن تهدد طهران بدفع الثمن
احتشد آلاف المدنيين ومنتسبون للحشد الشعبي أمام السفارة الأميركية بالمنطقة الخضراء في بغداد، تنديدا بالعدوان الاميركي على مواقع للحشد في محافظة الأنبار الأحد الماضي، ثم اقتحم العشرات منهم مبنى السفارة وأضرموا فيها النار وأحرقوا أبراج الحراسة، قبل أن ينسحبوا إلى محيط السفارة مع وصول تعزيزات أمنية مكثفة.
وأطلقت قوات الأمن العراقي قنابل الغاز المدمع لتفريق المحتجين، كما أطلق حراس الأمن من داخل السفارة قنابل الصوت على المحتشدين خارج بوابة المجمع.
ونفت الخارجية الإيرانية أمس الثلاثاء ضلوع طهران في الاحتجاجات عند السفارة الأميركية بالعراق.
وقال المتحدث باسم الوزارة عباس موسوي في بيان نشر على موقع الوزارة على الإنترنت “إن أميركا لديها الجرأة المثيرة للدهشة على اتهام إيران في احتجاجات الشعب العراقي على قتل (واشنطن) 25 عراقيا على الأقل”.
الحشد يتوعد
من جهته توعد أبو آلاء الولائي الأمين العام لكتائب “سيد الشهداء” -أحد فصائل الحشد الشعبي- أمس الثلاثاء، بحصار كل معسكرات القوات الأميركية في العراق قريبًا.
وقال أبو آلاء في بيان له “حين يحاصر الحشد الشعبي سفارة الشر (يقصد السفارة الأميركية) في بغداد هذا اليوم، فهو قريبًا سيحاصر معسكرات ومقرات القوات الأميركية الممتدة على الأرض العراقية”.
وذكّر بحادث حصار السفارة الأميركية في إيران عام 1979، وقال إن “الخط الممتد من حصار سفارة أميركا في طهران عام 1979 إلى حصار سفارتها في بغداد اليوم عام 2019، يختصر التاريخ كله”.
وقالت كتائب حزب الله العراقي -وهي من فصائل الحشد الشعبي- إن اقتحام السفارة الأميركية في بغداد ليس سوى الدرس الأول.
وشدد البيان على ضرورة أن يصوت مجلس النواب على إخراج القوات الأميركية المتورطة في سفك دماء العراقيين.
وكان الرئيس العراقي برهم صالح وصف اقتحام السفارة بأنه تجاوز للسياقات والاتفاقات الدولية الملزمة للحكومة العراقية.
وقال بيان للرئاسة إن التعرض للبعثات الدبلوماسية المعتمدة في البلاد يعد ضربا لمصالح العراق وسمعته الدولية، واستهدافا لسيادة البلد قبل أن يكون استهدافاً لأي طرف آخر.
بدوره هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بأنها “ستدفع ثمنا باهظا جدا” نتيجة اقتحام السفارة الأميركية في بغداد، مشددا على أن تصريحه “تهديد وليس تحذيرا”. يأتي ذلك وسط تأكيدات بإرسال تعزيزات عسكرية أميركية فورية إلى مقر السفارة، بينما نصب المحتجون خيامهم في محيطها.
وحمّل ترامب إيران المسؤولية كاملة عن أي خسائر بشرية أو مادية تقع نتيجة اقتحام السفارة الأميركية في بغداد.
وأضاف أن السفارة الأميركية آمنة “وما زالت، وذلك بفضل تدخل مقاتلينا العظام المجهزين بأكثر الأسلحة فتكا”.
ولم ينس الرئيس الأميركي توجيه شكره للرئيس العراقي برهم صالح ورئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي على استجابتهما السريعة لطلبه بشأن تأمين السفارة.
ثم ما لبث ترامب أن عاد ليوضح بأنه لا يريد حربا مع إيران، وصرح للصحفيين لدى سؤاله عن احتمال تصاعد التوتر إلى حرب مع طهران “هل أريد؟ لا. أريد السلام وأحب السلام. ويجب أن ترغب إيران في السلام أكثر من أي شخص آخر. لذلك أنا لا أرى ذلك يحدث”.
تعزيزات عسكرية
وأعلن وزير الدفاع الأميركي مارك أسبر أن البنتاغون سيرسل “فورا” حوالي 750 جنديا إضافيا إلى الشرق الأوسط، “ردا على الأحداث الأخيرة في العراق”.
ويرجح أن يكون هذا التصريح تأكيدا لمعلومات صرح بها مسؤول أميركي في وقت سابق قال فيها إن الولايات المتحدة أرسلت 500 جندي إلى الكويت المجاورة للعراق.
وقال المسؤول مشترطا عدم كشف اسمه إنه في نهاية المطاف “يمكن نشر ما يصل إلى 4000 جندي في المنطقة”.
وصرح مصدر أمني عراقي بأن جنودا من مشاة البحرية الأميركية وصلوا مجمع سفارة بلادهم في بغداد مساء الثلاثاء، وانتشروا فيه على خلفية الاحتجاجات العنيفة في محيط السفارة.
وأوضح المصدر -وهو ضابط برتبة ملازم في وزارة الدفاع العراقية رفض كشف اسمه- لوكالة الأناضول، أن الجنود وصلوا على متن طائرة مروحية.
وأضاف أن الجنود وصلوا مع أسلحتهم وعتادهم العسكري تحسبًا لتطور الأحداث في محيط السفارة، بهدف تأمينها من الأشخاص الذين لا يزالون موجودين في مجمع السفارة، دون أن يحدد عددهم على وجه الدقة أو الوجهة التي جاؤوا منها.