كيان العدو خائب من تعاطي واشنطن ازاء اقتحام السفارة الاميركية في العراق
لم تسعف تل ابيب قراءتها المتسرعة بعد العدوان الاميركي على الحشد الشعبي في العراق والتي رأت فيها تغييرا في السياسة الاميركية وتبنيا لوجهة النظر الاسرائيلية بضرورة المواجهة العسكرية مع ايران. ترامب اراد توجيه رسالة لايران ، فأخطا في توقيتها وحجمها وأتت تداعياتها لتخدم طهران بالكامل ، فاربك بلاده التي ظهرت ضعيفة امام اقتحام سفارتها في بغداد واضر بسمعتها ودورها كلاعب اساسي امام حلفائها من الخليج حتى تل ابيب.
وقال المحلل العسكري الصهيوني الون بن دافيد “هناك في اسرائيل من راهن على تغير السياسة الاميركية ضد ايران بمن فيهم رئيس الاركان لكن هذا مجرد تمني لان الرئيس الاميركي لا يريد الانجرار الى مواجهة مع طهران، وهناك شك كبير بان يدخل في مواجهة مستقبلية معها ، وهناك من اخذته الحماسة في اسرائيل بعد الهجوم على الحشد الشعبي في العراق مثل الوزير كاتس الذي قام بوضع خطة دفاعية لترمب وقام بنفسه بتهديد ايران اذا هاجمت الولايات المتحدة بان اسرائيل سترد”.
المختص الصهيوني بالشؤون الخارجية نداف ايال قال:”المشاهد التي نراها من اقتحام السفارة الاميركية مخطط له من قبل ايران ، وقول الاميركيين ان طهران في حالة ذعر ثبت خطأه ، فايران تريد طرد الولايات المتحدة من العراق وهذا هدفها ، وهي نجحت من الناحية الاستراتيجية بتنفيذ هجمات ضد الاميركيين ، واردت ان يردوا عليها ، والان احرجت ايران جميع حلفاء الولايات المتحدة في العراق الذين اصدروا بيانات للمطالبة بخروجها من العراق، وهناك نقاش في البرلمان للطلب بخروجها ايضا”.
الاوساط الصهيونية اعتبرت ان ترامب في ازمة عميقة جدا الان امام حادثة السفارة ، فالرد سيورطه في مواجهة والتزام ضبط النفس سيكسر هيبة بلاده.
واعتبر المحلل السياسي الصهيوني مؤآف فاردي ان “ترامب في ازمة ، هذه المشاهد لاقتحام السفارة تضر بسمعة بلاده كقوة عظمى ، وهي مشاهد مذلة ووضعت ترامب امام ازمة حقيقية ، لانه اذا رد فانه سيصطدم بالرد الايراني وهو ما سيدفع لمواجهة لا يريدها مع طهران واذا لم يرد سيعتبر ذلك ضعفا ما يعني ان ايران لا تعمل بحسب سيناريو ترامب”.
فيما اعتبر مراسل القناة 11 الصهيونية في واشنطن نتان غوتمان ان”الحديث يدور عن حرب كلامية واذا ما كان هناك شيء تعلمناه من العام الماضي هو ان الخط الاحمر لترمب ليس كما نفترض فهو في مكان آخر”.
و خلص المحللون الصهاينة الى ان ايران تبدو انها تمسك جيدا بخطوط اللعبة مع الولايات المتحدة وهي التي تحدد التوقيت المناسب للهجوم وتعرف تماما متى تنكفئ .