اغتيال قاسم سليماني… واشنطن ابلغت الكيان الاسرائيلي وحلفاءها العرب قبل تنفيذ عدوانها في بغداد
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن تل أبيب كانت على علم مسبق بنية واشنطن اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني، الذي قتل في غارة أميركية استهدفت سيارته لدى وصوله العاصمة العراقية بغداد في وقت مبكر من أمس الجمعة.
ونقل موقع “تايمز أوف إسرائيل” عن القناتين 12 و13 في التلفزيون الإسرائيلي عن السيناتور الأميركي ليندسي غراهام قوله إن وزير الخارجية مايك بومبيو تحدث مساء الأربعاء الماضي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن “أشياء مثيرة للغاية” تحدث في المنطقة.
وبحسب الموقع فقد اتصل بومبيو بنتنياهو مساء الأربعاء لشكره على دعم إسرائيل للجهود المبذولة لمحاربة إيران بعد الهجوم على السفارة الأميركية في العراق، وفي صباح اليوم التالي ألمح نتنياهو إلى “أشياء مثيرة للغاية” تحدث في المنطقة.
|
وكتب نتنياهو يوم الخميس مغردا على تويتر “أريد أن أوضح شيئا واحدًا.. نحن ندعم تماما جميع الخطوات التي اتخذتها الولايات المتحدة، وكذلك حقها الكامل في الدفاع عن نفسها وعن مواطنيها”.
وبعد أنباء الضربة التي استهدفت سليماني، أشاد نتنياهو أمس بالولايات المتحدة والرئيس دونالد ترامب لقتله سليماني، وقال للصحفيين قبل مغادرته اليونان عائدا إلى إسرائيل إن “ترامب يستحق التقدير الكامل لتصرفه بقوة وبسرعة.. نقف إلى جانب الولايات المتحدة بالكامل في معركتها العادلة من أجل الأمن والسلام والدفاع عن النفس”.
|
وقطع نتنياهو زيارته لليونان التي كان يزورها لتوقيع صفقة كبيرة لخط أنابيب الغاز، وسط مخاوف من احتمال انتقام إيران بسبب الضربة الأميركية.
ولم يكن واضحا إن كانت واشنطن قد حذرت حلفاء آخرين، غير أن المبعوث الأميركي الخاص بإيران براين هوك قال للجزيرة إن بومبيو أجرى بعض الاتصالات مع زعماء دول عدة في العالم قبل تنفيذ تصفية سليماني.
لكن هوك رفض تأكيد أو نفي إن كانت الإدارة الأميركية أبلغت حلفاءها من دول المنطقة بالعملية قبل وقوعها، وقال “لا يمكنني تأكيد أو نفي إبلاغ حلفائنا بالعملية قبل وقوعها، سواء إسرائيل أو التنسيق مع دول عربية أخرى.. هناك قنوات دبلوماسية لا نفصح عما يدور فيها.. هي مسألة إجرائية، والسيد بومبيو أجرى اتصالات مع بعض الزعماء في العالم خلال الساعات 48 الأخيرة، وما يزال”.
تجاهل الكونغرس
أما داخليا، فقد ذكر الموقع الإسرائيلي أن البيت الأبيض لم يبلغ المشرعين في الكونغرس قبل العملية، لكنه قال إن وزير الدفاع مارك إسبر أبلغ رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي بالضربة قبل فترة وجيزة من إعلان البنتاغون.
وقالت بيلوسي عقب العملية إن الإدارة الأميركية نفذت الغارة دون استشارة الكونغرس أو الحصول على تفويض باستخدام القوة العسكرية ضد إيران، معتبرة أنها بذلك “تخاطر بإثارة المزيد من التصعيد الخطير للعنف”.
ويُفترض أن يخطر البيت الأبيض كبار أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلسي الشيوخ والنواب قبل القيام بعمل عسكري كبير.
لكن يبدو أن العديد من الأعضاء الجمهوريين كانوا على علم بالضربة الأميركية، حيث قال السيناتور ليندسي غراهام لقناة “فوكس نيوز” إن ترامب أبلغه الاثنين الماضي خلال زيارته لفلوريدا، وأشاد بتصرف ترامب قائلا “إنني أقدّر حقًا للرئيس ترامب أن يؤكد للعالم أنك لا تستطيع قتل أميركي دون إفلات من العقاب”.