حقل نوارة للغاز الطبيعي.. حقائق وأرقام عن أكبر اكتشاف تعول عليه تونس
دخل حقل “نوّارة” لاستخراج الغاز الطبيعي بصحراء محافظة تطاوين جنوب تونس، حيز الاستغلال مع بداية السنة الجديدة 2020.
وتعتبره الحكومة التونسية من أهم المشاريع بسبب مساهمته المتوقعة في تقليص العجز الطاقي للبلاد بنسبة 30%، حيث من المنتظر أن يوفر هذا الحقل 2.7 مليون متر مكعب من الغاز، أي نصف الإنتاج الوطني و17% من الاستهلاك الوطني من الغاز، فضلًا عن إنتاج سبعة آلاف برميل من النفط المكثف.
ومن المنتظر أن ينعش المشروع ميزانية الدولة لسنة 2020، خصوصًا مساهمته المنتظرة في دفع قطاع الصناعات وتحقيق نسبة نمو أفضل وتقليص دعم المحروقات المقدر حاليا بـنحو 1.9 مليار دينار (675 مليون دولار) بنحو 26% في 2020، إلى جانب تقليص نفقات كل من الشركة التونسية للكهرباء والغاز والشركة التونسية لصناعات التكرير المبرمجة للسنة ذاتها بمبلغ خمسمئة مليون دينار (179 مليون دولار).
أكبر الاكتشافات
تم اكتشاف حقل “نوارة” التابع لرخصة الاستكشاف “جناين الجنوبية” (جنوب محافظة تطاوين)، سنة 2006 بعد عمليتي حفر نجم عنهما إحداث ثماني آبار ناجحة سنة 2010، وتم بعدها إسناد رخصة امتياز استغلال “نوارة” إلى شركة “أو أم في” النمساوية من قبل وزارة الصناعة التونسية.
ويعدّ هذا الحقل، مشروعا إستراتيجيا لتونس، إذ سيمكن من إنتاج احتياطات الغاز المكثف وفتح موارد الغاز في جنوب البلاد مع تركيز منشأة لمعالجة الغاز في حقل نوّارة وخط أنابيب الغاز على امتداد 370 كيلومترا من نوّارة إلى محافظة قابس، تفوق طاقته القصوى (عشرة ملايين متر مكعب في اليوم) الإنتاج اليومي لنوّارة، بهدف تمكين الشركات البترولية الأخرى من استغلال هذا الأنبوب لنقل إنتاج آبار مجاورة.
فضلا عن وحدة معالجة الغاز في قابس لإنتاج مشتقات غاز البترول المسال والغاز التجاري، وتناهز الكلفة الإجمالية لهذا المشروع 1.2 مليار دولار إلى جانب وحدة بتطاوين.
يتم حاليا إنجاز مشروع ربط مدينة تطاوين بالغاز الطبيعي، وقد انطلق أنبوب هذا المشروع من محطة الغرابات (بين مدنين وجرجيس) في خط شبه مستقيم على طول خمسين كيلومترا إلى محطة القرضاب لمعالجة الغاز القادم من حقل نوارة في الجنوب الصحراوي للولاية.
ويوفر هذا الأنبوب الذي تنجزه الشركة التونسية للكهرباء والغاز بكلفة قدرت بحوالي 32 مليون دينار (10.6 ملايين دولار) حوالي خمسة آلاف متر مكعب من الغاز المنزلي كل ساعة.
وستتولى الشركة التونسية للكهرباء والغاز -في مرحلة ثانية- إعداد مشروع آخر لتوزيع هذا الغاز على السكان في مدينة تطاوين.