اليابان

اشتباه بتهريبه في حقيبة.. أول موقف رسمي للحكومة اليابانية من فرار غصن

صرحت وزيرة العدل اليابانية الأحد بأن فرار الرئيس السابق لمجموعة رينو-نيسان كارلوس غصن إلى لبنان بينما كان قيد الإقامة الجبرية في طوكيو بانتظار محاكمته، هو أمرٌ “غير مبرّر”، وذلك في أول موقف يصدر عن الحكومة اليابانية في هذه القضية.

وقالت الوزيرة ماساكو موري إن “النظام القضائي في بلادنا يمتلك إجراءات مناسبة لإثبات الحقيقة في القضايا، وهو يُدار بشكل صحيح، مع ضمان حقوق الإنسان الأساسية”، معتبرة أن “فرار متهمٍ أطلِق سراحه مقابل كفالة، غير مبرّر”.

وأشارت موري إلى أن رحيل غصن “غير قانوني ومؤسف للغاية”، ووعدت بتحقيق مستفيض لكشف الحقيقة، إذ لا يوجد سجل لمغادرته، مؤكدة أن إجراءات الهجرة قد شُددت عقب فراره.

واعتبرت الوزيرة اليابانية أن “من المؤسف للغاية أن نكون قد وصلنا إلى هذا الوضع”، مؤكدة أن كفالة عصن أُلغيت وصدرت “مذكرة حمراء” من الشرطة الدولية (إنتربول) لطلب توقيفه.

كيف هرب؟
وكانت ثلاثة مصادر مطلعة قد قالت لرويترز إن كارلوس فرّ من منزله في طوكيو بعدما أوقفت شركة أمن خاصة مراقبته.

في حين كشف تقرير ياباني أن المفتشين في مطار ياباني لم يفحصوا بالأشعة السينية حقائب كبيرة قبل شحنها على متن طائرة خاصة يعتقد أنها أقلت رئيس شركة نيسان السابق كارلوس غصن أثناء فراره إلى تركيا.

وأشارت إلى أن مسؤولي المطار لا يفحصون الأمتعة التي يتم شحنها على متن الطائرات الخاصة بالأشعة السينية إذا طلب ذلك مشغلو الطائرات أو الطيارون.

وذكرت الإذاعة أن الحقائب كان يبلغ طولها أكثر من متر واحد، مضيفة أن الشرطة اليابانية تشتبه حاليا في إمكانية إخفاء غصن في إحداها للسفر إلى تركيا.

ونقلت وكالة أنباء بلومبرغ الأميركية عن شركة “أم أن جي جيت” التركية، مشغل الطائرات الخاصة التي نقلت غصن من اليابان إلى لبنان، قولها يوم الجمعة إن الطائرات أُرسلت بشكل غير قانوني باستخدام سجلات مزيفة لم تذكر أن الراكب هو غصن.

لماذا هرب؟
وفي أول تعليق له بعد مغادرته اليابان، قال غصن “أنا الآن في لبنان. لم أعد رهينة نظام قضائي ياباني متحيز حيث يتم افتراض الذنب، وحيث التمييز موجود على نطاق واسع وحيث حقوق الإنسان تنتهك”، كاشفا أنه سيتحدث علنا عن فراره في الثامن من يناير/كانون الثاني الجاري.

من جهته، أعلن محام ياباني لغصن السبت أنه شعر في البداية بـ”الخيانة” إثر فرار موكله إلى لبنان قبل أن يتفهمه، معتبرا أن ما دفع غصن للقيام بذلك هو صرامة النظام القضائي الياباني الشديدة.

وتابع “يمكنني بسهولة تخيّل أنه لو عاش أشخاص آخرون التجربة نفسها -وكانت لديهم إمكانات مالية وعلاقات وقدرة على التصرف- لكانوا قاموا بالأمر نفسه أو على الأقل فكروا فيه”.

وكان غصن يعيش منذ أواخر أبريل/نيسان 2019 في الإقامة الجبرية تحت المراقبة بطوكيو، وكان بإمكانه التغيب من مقر سكنه لثلاثة أيام كحد أقصى من دون إذن قضائي خاص، إلا أنه كان يُمنع عليه رسميا مغادرة الأراضي اليابانية.

ولم يتضح كيف تمكّن غصن -الذي يحمل الجنسيات الفرنسية والبرازيلية واللبنانية- من تدبير فراره من اليابان. وقال مصدر لرويترز إنه دخل لبنان بشكل قانوني بجواز سفر فرنسي.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى