تعرف على الأفلام العربية المنافسة في سباق الأوسكار 2020
واللافت في الحضور العربي هذا العام أن الأفلام المرشحة لم تكن في فئة أفضل فيلم دولي أو أفضل فيلم من لغة غير الإنجليزية، أي أن دولها لم ترسلها لتمثلها في المسابقة الرسمية للأفلام بغير اللغة الإنجليزية.
والملاحظ أيضا أن اثنين منها فيلمان تسجيليان طويلان، وفيلم واحد روائي قصير، ما يعني غياب الفيلم الروائي العربي الطويل عن المسابقة هذا العام، بعد ترشيح فيلم “كفر ناحوم” العام الماضي.
ويتناول الفيلمان السوريان موضوعا متشابها وهو الحرب السورية، وفي هذا التقرير نفرد مساحة لهذه الأفلام الثلاثة التي تمثل العرب في حفل الجوائز السينمائية الأهم على الإطلاق.
الكهف
ينقلنا الفيلم إلى كهف تحت الأرض في الغوطة السورية، حيث نتعرف إلى الطبيبة أماني وبقية طاقم هذا المستشفى البدائي، الذين يحاولون إنقاذ حياة من يستطيعون في ظل ظروف جد قاسية.
لا يقدم الفيلم فقط صورة حزينة لسوريا ما بعد الحرب، لكن كذلك نظرة مقربة على هذه المرأة السورية الشجاعة، التي اختارت ترك عائلتها حتى تقوم بعملها النبيل -طبيبة في ظل نقص بالأطباء- وعلى الرغم من ذلك تعاني من العنصرية الذكورية تجاهها، فحتى مرضاها يهاجمونها لأن مكان المرأة المنزل.
فيلم “الكهف” (The Cave) من إخراج فارس الفايد، الذي شارك في كتابته مع اليسار حسن، وعُرض الفيلم في عدة مهرجانات منها مهرجان تورنتو السينمائي حيث حصل على جائزة اختيار الجمهور لأفضل فيلم وثائقي، وجوائز متعددة أخرى بمهرجانات مختلفة اشترك بها، وحصل على تقييم 96% على موقع الطماطم الفاسدة من 52 مراجعة نقدية.
من أجل سما
فيلم “من أجل سما”( For Sama) وثائقي سوري من إخراج وعد الخطيب، التي قامت كذلك بدور الراوي، وإنتاج وعد وإدوارد واتس. ويركز الفيلم على تجربة وعد الأم الشابة في حلب خلال الحرب، حيث تقاوم لكي تبقى ابنتها على قيد الحياة، وفي الوقت ذاته تؤرخ لأحداث ما بعد 2011 في سوريا عبر الكاميرا الخاصة بها.
عُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان “الجنوب من الجنوب الغربي” حيث حصل على جائزة أفضل وثائقي من لجنة التحكيم، وجائزة المشاهدين، وعُرض بعد ذلك في عدة مهرجانات دولية، ولكنه دخل التاريخ عندما رُشح لأربع جوائز بافتا، ليكون أكثر فيلم وثائقي يحصل على ترشيحات في هذه الجائزة العريقة.
وحصل الفيلم في البداية على معدل 100% على موقع الطماطم الفاسدة من ستين مراجعة نقدية، لكن هذا الرقم تراجع لاحقا إلى 99%، وقد وصفه العديد من النقاد بأنه فيلم حميمي محطم للقلوب، يوضح الخيارات الصعبة التي وُضِع فيها المواطن السوري.
إخوان
الفيلم الثالث الذي حصل على ترشيح للأوسكار هو الفيلم التونسي “إخوان” (Brotherhood) الذي كتبته وأخرجته مريم جابور، جاء عرض الفيلم الأول في مهرجان تورنتو السينمائي حيث حصل على جائزة أفضل فيلم، ثم في العديد من المهرجانات والفعاليات الأخرى، منها مهرجان القاهرة السينمائي، وحصل على جائزة يوسف شاهين لأفضل فيلم قصير.
تدور أحداث الفيلم في إحدى القرى التونسية، حيث تعيش بها عائلة تتكون من أب وأم متوسطي العمر وأولادهما، وفي أحد الأيام تحدث مفاجأة تهز هذه العائلة، بعودة الابن البكر الغائب منذ سنوات، ليكتشف المشاهد أن الشاب هرب من عائلته للانضمام إلى جماعة إسلامية، ولم يتواصل مع والديه منذ هروبه.
ليعود الآن مع زوجة صغيرة في السن يكتشف الأبوان أنها سورية هاربة، وما بين رفض الأب لوجود الابن الذي اعتبره عاقا وخطرا على سائر أولاده، وترحيب الأم بالغائب تتصاعد حبكة الفيلم بشكل غير متوقع.
تميز الفيلم بأداء تمثيلي رائع، من كامل طاقم التمثيل خاصة الأب الذي قام بدوره الممثل قيس آيار، وقد اعتمد تصاعد الأحداث بصورة كبيرة على الأداء الصامت للممثلين، في غياب واضح للحوار، وكذلك الحفاظ على جو من الإثارة خلال الـ 25 دقيقة التي مثلت عمر العمل.
Brotherhood from Midi La Nuit on Vimeo. |
وتحتفل الأوسكار هذا العام بدورتها رقم 92 في العاشر من شهر فبراير/شباط المقبل، حيث يجتمع صناع السينما حول العالم لاختيار أفضل إنتاجات العام وتكريمها، وتكتسب الجوائز أهميتها بالأساس كونها تأتي ضمن تصويت عدد كبير من صناع السينما حول العالم، إذ يتجاوز عددهم سبعة آلاف عضو من أعضاء الأكاديمية، وتتراوح صفتهم الفنية بين ممثلين ومخرجين وكتاب ومصورين ومنتجين وغيرهم من صناع السينما.
وعلى الرغم من أن السينما العربية لم تحصل على جوائز العام الماضي من ترشح فيلمين هما “كفر ناحوم” و”عن الآباء والأبناء”، فإن الأفلام العربية الثلاثة المنافسة هذا العام قد تحمل مفاجآت غير متوقعة للجميع.