كيف تتعامل مع الضغوط النفسية والاجتماعية المرتبطة بالفيروس؟
ما أن بدأ الحديث عن تفشي فيروس كورونا وزيادة أعداد المصابين، حتى نقلت وسائل الإعلام صور صفوف المشترين في المحال التجارية، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور الرفوف الخالية من أي بضائع، حتى الأقل أهمية منها، وهو ما أُطلق عليه مصطلح “الشراء بدافع الذعر”.
ورغم مناشدة الكثير من المتاجر المستهلكين بعد الشراء أكثر من حاجتهم، أو تخزين البضائع تحسبا للوباء، إلا أن هذا النمط الاستهلاكي المدفوع بالخوف استمر، حتى فرغت المحال التجارية، وفرض بعضُها حدا أقصى للشراء على أنواع البضائع المختلفة.
معضلة الأسد
يشرح موقع ناشونال جيوغرافيك طريقة تعاملنا مع الخوف والقلق في وجود تهديد يطغى على باقي التهديدات أو المخاطر حولنا. وشبه الموقع هذا التهديد بوجود أسد في الجوار.
ويقول علماء النفس إن المراكز المسؤولة عن المشاعر في المخ تهتم بالخروج من هذه المأزق وتجنب الخطر بأي شكل، حتى ولو كان عن طريق مواجهة الأسد.
وفي المقابل، تعمل المراكز المسؤولة عن السلوك وردود الأفعال على دراسة الموقف، وتقييم المخاطر الحالية والمحتملة، وليس فقط الهروب من الأسد.
وحالة التخبط هذه بين مراكز المشاعر ومراكز السلوك هي التي تؤدي إلى الشعور بالذعر والقلق.
وتتحدد ردود الأفعال وفق الجزء الذي تكون له الغلبة من المخ، بحيث إذا تمكن الذعر والخوف منا، تسيطر مراكز المشاعر على المخ، ونتصرف بشكل غير عقلاني – وعدواني أحيانا – حتى في وجود الحقائق.
مواجهة بالسلاح
رُصدت حالات عنف بين المتسوقين في المحال التجارية، لشراء كميات كبيرة من البضائع وأدوات التعقيم والتطهير، وعلى رأسها معقم اليد والمحارم المبللة والمواد التي تحتوي على نسب كبيرة من الكحول.
ونقلت الكاميرات الداخلية في المتاجر حالات سرقة بين المتسوقين، أغلبها من البضائع الموجودة داخل عربات التسوق.
واضطرت العديد من المتاجر لاحقا لوضع حد أقصى لعدد القطع من السلعة الواحدة، وكذلك تخصيص ساعات للفئات الأقل قدرة على التزاحم، مثل كبار السن والعاملين في القطاعات الحيوية، كالطب والشرطة.
لكن العنف تجلى في الولايات المتحدة أمام متاجر السلاح، إذ اصطف الناس أمام متاجر السلاح لشراء بنادق ومسدسات وذخيرة. وقال أحد مالكي المتاجر لوسائل إعلام أمريكية إن موجة الذعر هذه هي الأسوأ على الإطلاق مقارنة بانتشار أمراض أخرى مثل انفلوانزا الطيور والخنازير وإيبولا.
ورفعت الشرطة درجة استعدادها خشية ارتفاع معدلات الجرائم وأعمال العنف وجرائم الكراهية، خاصة بعد رصد حالات استهداف لأشخاص من أصول آسيوية في مناطق متفرقة من العالم خشية حملهم فيروس كورونا.
ويقول المتخصصون إن حالة الذعر هذه وفقدان السيطرة على المشاعر والتصرفات على نفس درجة خطورة فيروس كورونا، وربما تفوقه في التبعات. حتى أن البعض قد يظنون أنهم مرضى وهم في الحقيقة يشعرون بالذعر ليس أكثر.