على خلفية عمليات المقاومة المتصاعدة ضد قوات الاحتلال الامريكي بالعراق… تصاعد الحرب الكلامية بين طهران وواشنطن
أكدت إيران الخميس أنها “لا تبدأ حروبا” و”لا تتحرك إلا دفاعا عن النفس”، وذلك ردا على تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإيران وحلفائها من الهجوم على القوات الأميركية في العراق في حرب كلامية جديدة رغم انتشار وباء كوفيد-19.
وتصاعد التوتر بين البلدين الخصمين في العراق حيث نشرت الولايات المتحدة بطاريات صواريخ باتريوت للدفاع الجوي ما دفع بإيران إلى التحذير من عواقب ذلك ومطالبتها واشنطن بالانسحاب.
ويشهد البلدان انتشارا واسعا لفيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 5000 شخص في الولايات المتحدة وأكثر من 3000 في ايران.
وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة على تويتر “خلافا للولايات المتحدة — التي تكذب خفية وتغش وتغتال — إيران لا تتحرك إلا دفاعا عن النفس”.
وأضاف “لا تسمحوا لدعاة الحرب بتضليلكم مرة أخرى”، مؤكدا أن “إيران لا تبدأ حروبا، بل تلقن الدروس للذين يبدأون الحروب”.
والأربعاء حذر ترامب إيران من أنها ستدفع “ثمنا باهظا” إذا هاجمت القوات الاميركية.
وكتب على تويتر “بناء على معلومات واعتقاد، تخطط إيران أو وكلاؤها لهجوم مباغت يستهدف قوات أميركية و/أو منشآت في العراق”.
ورد ظريف بتغريدة قال فيها إن “إيران لديها أصدقاء: لا أحد يمكن أن يكون لديه ملايين +الوكلاء+”.
وردت ايران بغضب على نشر بطاريات باتريوت وحذرت من ان واشنطن يمكن أن تقود الشرق الأوسط الى كارثة وسط انتشار وباء كوفيد-19.
وصرح الجنرال محمد باقري، رئيس هيئة الاركان الايرانية، ان الهجمات الاخيرة على القواعد الأميركية في العراق كانت “رد فعل طبيعياً” للشعب العراقي على استمرار التواجد العسكري الاميركي.
واضاف “لا علاقة لبلادنا بالهجمات. أحياناً ينسب الاميركيون مثل هذه الامور لنا، وهو ما يعني تحويل اللوم”.
واضاف “ايران لا علاقة لها بهذه الأعمال، ولا تنوي مهاجمة قوات أجنبية” ملمحاً إلى أن ايران سترد بقوة على أي هجوم تتعرض له.
– معركة على النفوذ –
وتخوض الولايات المتحدة وإيران نزاعا شرسا على النفوذ في العراق حيث تحظى طهران بدعم جهات فاعلة وفصائل مسلّحة، فيما تقيم واشنطن علاقات وثيقة مع الحكومة العراقية.
وتعرّضت قواعد ينتشر فيها الجيش الأميركي كما سفارات أجنبية، بخاصة البعثة الدبلوماسية الأميركية، لاكثر من عشرين ضربة صاروخية منذ أواخر تشرين الأول/أكتوبر.
وأثارت الهجمات التي حمّلت الولايات المتحدة مسؤوليتها للحشد الشعبي المدعوم من إيران، مخاوف من حرب بالوكالة على الأراضي العراقية.
وتفاقم التوتر بين طهران وواشنطن منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي التاريخي وإعادة فرض عقوبات مشددة على الجمهورية الإسلامية عام 2018.
وتصاعدت حدة التوتر في كانون الثاني/يناير الماضي عندما قتلت الولايات المتحدة الجنرال الإيراني قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة في بغداد، في أعقاب هجمات استهدفت القوات الأميركية في العراق نسبتها واشنطن إلى فصائل مسلحة مدعومة من إيران.
وردت إيران على مقتل سليماني بقصف قواعد في العراق ينتشر فيها الجيش الأميركي.
ودعت إيران إدارة ترامب مرارا الى الغاء العقوبات التي عارضها حتى حلفاء الولايات المتحدة ، خاصة منذ انتشار كوفيد-19.
وتُعفى الأدوية والمعدات الطبية من الناحية الفنية من العقوبات الأمريكية، لكن عمليات الشراء تُمنع في كثير من الأحيان بسبب خشية الشركات من التعرض لعقوبات أميركية.