حملة تضليل ضد المسلمين وتحميلهم مسؤولية كورونا في بريطانيا
ذكرت صحيفة “الغارديان” أن الشرطة البريطانية تقوم بالتحقيق في جماعات يمين متطرف تحاول استخدام انتشار وباء كورونا لنشر المعلومات الكاذبة عن المسلمين.
وفي تقرير أعدته نازيا بارفين قالت فيه إن شرطة مكافحة الإرهاب تقوم بالتحقيق في محاولات هذه الجماعات الهادفة لنشر الكراهية ضد المسلمين وسط أزمة فيروس كورونا.
وسجلت منظمة “تيل ماما” وهي منظمة رقابية ترصد جرائم الكراهية ضد المسلمين عددا من الحوادث بشهر آذار/ مارس حاول فيها اليمين المتطرف تحميل المسلمين مسؤولية انتشار فيروس كورونا.
وقالت المنظمة إنها فندت مزاعم على الإنترنت اتهمت المسلمين بخرق الإغلاق والذهاب إلى المساجد ومواصلة الصلاة. وسجلت المنظمة حالات تم فيها الهجوم على مسلمين. وفي تغريدة نشرها أحد قادة اليمين البيض زعم فيها أن المسلمين ينتهكون أوامر الحكومة ويتجمعون خارج مسجد ويمبلي.
وفنّدت “تيل ماما” هذا الزعم وشجعت المستخدمين الآخرين على الاحتجاج على ما ورد في التغريدة، حيث قامت شركة “تويتر” بشطب التغريدة ووضعت قيودا على الحساب التي أرسلها.
وفي فيديو وضعه تومي روبنسون، الزعيم السابق لمجلس الدفاع الإنكليزي وأظهر كما يزعم مجموعة من المسلمين يغادرون مسجدا “سريا” في داخل مدينة بيرمنغهام. وشوهد الفيديو الذي وضع على “تيليغرام” أكثر من 10 آلاف مرة. ونفت شرطة ويست ميدلاندز المزاعم التي وردت في الشريط. ورفضت الشرطة صورا أظهرت مسلمين يخرجون من صلاة الجمعة، قائلة إنه جرى التقاطها قبل إعلان الحكومة عن حالة الإغلاق العام.
وقامت شرطة شروبشاير بالتحرك عندما نشر حساب موال لليمين المتطرف تغريدة زعم فيها أن المسلمين يتلاعبون بالإغلاق. وتم إبلاغ تويتر عن التغريدة. وقالت إيمان عطا، مديرة “تيل ماما”: “يستخدم هؤلاء المتطرفون فيروس كورونا لنشر رسالة تحاول لوم المسلمين على نشر الفيروس. وهي رسائل من مخالفين معروفين، وهم أفراد يعرفون بمواقفهم المعادية للمسلمين. ويرون فيها طريقة لنشر التوتر والانقسام في المجتمع. وتأتي في وقت يتعرض فيه المجتمع للضغوط حيث يحاول البعض التلاعب وتغذية الفرقة داخل المجتمعات”.
ومن الحسابات المعروفة بنشرها المشاعر المعادية للمسلمين كيت هوبكنز وزعيم حزب الاستقلال البريطاني جيرارد باتن. ونشرت هوبكنز فيديو للشرطة الهندية وهي تضرب بالعصي مسلمين في مسجد. وكتبت قائلة: “الشرطة الهندية تساعد شبان السلام على تفريق تجمع في مسجد خلال الإغلاق”.
وفي تغريدة انتشرت بشكل واسع نشرها باتن ولمّح فيها أن المساجد ظلت مفتوحة لأن الحكومة “كانت خائفة” من إغلاقها. ونشر باتن نظريات مؤامرة عن كوفيد-19 وأنه سلاح بيولوجي صيني.
وفي حادثة نشرتها “تيل ماما” عن رجل تقدم من امرأة محجبة وسعل عمدا في وجهها وزعم أنه مصاب بفيروس كورونا. وأبلغت الشرطة عن الحادث الذي وقع في 18 آذار/ مارس بجنوب كرويدون. وقالت المرأة إنها حاولت تجنب الرجل لكنه لاحقها وسعل “في وجهها”. وعندما أخبرته بأنها أصيبت بالفيروس وتعافت منه ولهذا فعندها مناعة، بدأ يسبها واستخدم شتائم عنصرية.
وأوضح ديفيد جيمصون، مفوض الجريمة في شرطة ويست ميدلاندز أن شرطة مكافحة الإرهاب تنظر في تقارير عن محاولة جماعات يمين متطرف استخدام الوباء لخلق الانقسام في المجتمع. وقال: “لقد نبأ إلى علمنا أن هذا استخدام كفرصة من اليمين المتطرف لتحميل المسؤولية على بعض الجماعات الإثنية. ولا يحتاج الأمر كثيرا لزرع الفتنة داخل هذه المجتمعات ولهذا نقوم بمراقبتها عن قرب”.
وأكدت جماعة “أمل لا كراهية” أنها توصلت إلى وجود حملة تضليل تزعم أن المساجد ظلت مفتوحة في تحد لنصائح الحكومة.
وقال متحدث باسمها: “اتحد ناشطو اليمين المتطرف في بريطانيا وبشكل متزايد حول فكرة أن العولمة والمهاجرين هما سبب الوباء الحالي. ولم يفوتوا الفرصة لنشر النمطيات العنصرية ونظريات المؤامرة حول الشعب الصيني من خلال المنابر والقنوات المتطرفة”.