الكيان الاسرائيلي يوظف شبكة نتفليكس لترويج البروباغاندا وتزوير التاريخ فيما العرب غائبون تماما
علي هاشم*
قبل أشهر شاهدت مسلسل نتفليكس عن الجاسوس الإسرائيلي إيلي كوهين، والذي مثّل دوره ساشا بارون كوهين الذي رُشّح لجائزة الغولدن غلوبز عن فئة أفضل ممثل، مع ذلك كان المسلسل عبارة عن دعاية ثقيلة دم، صعبة الهضم، لقصة جاسوس بقيت حقيقة ما قام به مجهولة، سورياً وإسرائيلياً.
البروباغاندا التي في فيلم لم تكن حول شخصية كوهين فحسب، هو كان جزءا من الصورة، كانت بشكل أكبر حول إسرائيل وجهاز الموساد لا سيما وأن الفيلم أطلق بالموازاة مع إطلاق مجموعة أعمال أخرى عبر نتفليكس تحديدا، فيلم “الملاك” عن أشرف مروان، سلسلة “الموساد”، و operation finale”.
كل المواد السابقة كانت بشكل واضح ذات مغزى دعائي هدف إلى الإضاءة على عمل الجهاز الأمني الأكثر خطورة في إسرائيل عن طريق الوسيلة الأسهل وصولا والأكثر تأثيرا والتي كانت سابقا قد عرضت مسلسلات إسرائيلية ذات هدف أيضا مثل فوضى وعندما يطير الأبطال الخ.
لم تكن هناك في المقابل أعمال عربية توازن ما عُرض، بل حتى على المستوى النقدي لم نقرأ مواداً تحاول أن تقدم رواية مضادة أو تفند الرواية المقدمة إلا القليل القليل الذي بقي محصورا في شكل منشور فايسبوك او تويتر.
وبالعودة إلى صورة كوهين في المسلسل المقدم على نتفليكس، كانت صورة هوليودية اكثر منها صورة اسرائيلية، حملت نظرة فوقية استشراقية للعرب والمجتمع وبطبيعة الحال وهنا بيت القصيد، حملت الكثير من الأخطاء التاريخية التي يمكن دحضها بوجود حد أدنى من المعلومات.
بالأمس شاهدت وثائقي “لغز المحارب 88” على الجزيرة وهو يروي قصة جاسوس الموساد إيلي كوهين ويقدم ربما أول رواية عربية متماسكة لما حدث، قد لا تكون وهي ليست الأشمل بسبب غياب الكثير من المعلومات، لكنها تقدم صورة مغايرة لما قدمه المسلسل.
المقابلات حملت أيضا بعض المعلومات الجديدة نسبيا والعودة في الأرشيف لمقابلة الرئيس السوري الراحل أمين الحافظ حملت بعض الأجوبة في ملف شائك محاط بكم من الشائعات وحروب تصفية الحسابات.