الأسيرة المحررة وفاء مهداوي: الأسيرات آمالهن بالصفقة “كبيرة وحقيقية” ويقين أنفسهن ضد كورونا
قالت الأسيرة الفلسطينية المحررة وفاء مهداوي فور الإفراج عنها إن الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعلقن آمالا كبيرة وحقيقية بالإفراج عنهن بناء على آخر المعلومات القادمة من غزة عن صفقة تبادل “مشرفة”، استنادا إلى ما تداولته وسائل الإعلام من تصريحات لقائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار.
وأفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الأسيرة مهداوي مساء الخميس من سجن الدامون شمالي إسرائيل بعد أن أنهت حكمها بالسجن 18 شهرا وغرامة مالية تقدر بأكثر من 12 ألف دولار.
وأوضحت مهداوي في اتصال خاص بالجزيرة نت أن الأسيرات يستبشرن خيرا وأن بعضهن “بدأن بإعداد مقتنياتهن” تمهيدا للإفراج عنهن، حيث طالبت حماس كخطوة أولى لإتمام الصفقة بإطلاق سراح الأطفال الأسرى والنساء والأسرى الكبار والمرضى مقابل معلومات عن الجنود الأسرى لدى حماس في غزة.
كورونا والرسالة
ونقلت مهداوي رسالة الأسيرات في يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف اليوم الجمعة التي طالبن فيها بالإفراج السريع عنهن، لا سيما أن بينهن الأمهات والمريضات اللواتي لا يتلقين أكثر من “حبة أكامول” للعلاج.
وذكرت الأسيرة المحررة ظروف الأسيرات في ظل تفشي فيروس كورنا أنهن كن يعتمدن على أنفسهن في الوقاية من المرض ولا ينتظرن السجان الذي لم يقدم إلا مواد بسيطة للتعقيم مثل “الكلور”، وبينت أنهن اتبعن حمية ذاتية بتجنب التجمعات خلال أوقات الفورة والمحافظة على أقصى درجات النظافة وعدم الاحتكاك بالسجانين والاختلاط بهم “كونهم مصدر العدوى الأول”.
وقالت إن السجانين ما زالوا يقتحمون الغرف لإجراء العدد مرتين يوميا “ولكن بعدد أقل من الحرَّاس ويرتدون الكمامات”، كما يرشون بعض المعقمات على مقابض الأبواب.
ورغم قرار الاحتلال بوقف الزيارات للأهالي ووقف جلسات المحاكمة منعا لتفشي فيروس كورونا، فإن سلطات السجون لم تستجب إلا لبعض الأسيرات وبموافقة جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) بعد ضغط واعتصام بساحة السجن بالاتصال بعائلاتهن للاطمئنان عليهم.
ويأتي الإفراج عن وفاء مهداوي بعد أكثر من ثلاثين جلسة محاكمة خضعت لها الأسيرة المحررة، حيث كان يرفض الاحتلال الاستئناف المقدم من المحامين لتخفيف الحكم إلى أن قضى بحبسها بتلك المدة وتغريمها ماليا.
تنغيص الإفراج
وقال غسان مهداوي شقيق وفاء في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت إن الاحتلال “راوغ” بالإفراج عن شقيقته حيث كان من المقرر الإفراج عنها قرب حاجز الجلمة شمال مدينة جنين شمال الضفة الغربية إلا أنه أطلق سراحها من جهة حاجز سالم غرب المدينة لتنغيص فرحتهم.
وأضاف مهداوي أن شقيقته وفاء وكأي أسير فلسطيني جرى استقبالها من طاقم طبي أجرى لها الفحوصات اللازمة تجنبا لإصابتها بفيروس كورونا، وأكد أنها ستخضع للحجر الصحي بمنزلها.
واعتقلت مهداوي بعد أيام من تنفيذ نجلها الشهيد أشرف نعالوة لعملية في مستوطنة بركان الصناعية الجاثمة على أراضي مدينة سلفيت شمال الضفة الغربية في مطلع أكتوبر/تشرين الأول 2018، والتي قتل فيها مستوطنان اثنان وجرح ثالث بعد أن أطلق النار عليهما داخل مكان عملهم من بندقية مصنعة محليا المعروفة باسم “كارلو”.
وتوالت عمليات العقاب الجماعي لعائلة أشرف نعالوة الذي استشهد بعد شهرين من المطاردة، حيث هدم منزل عائلته واعتقل والده وشقيقه ومن ثم شقيقته وزوجها، حيث حكم على وليد نعالوة زوج الأسيرة المحررة مهداوي بالسجن 18 شهرا وغرم ماليا بأكثر من ألف دولار، بينما حكم على نجلها أمجد بالسجن لعامين وغرامة مالية بنحو 20 ألف دولار.
وقضت محكمة الاحتلال بحبس ابنتها فيروز -وهي صيدلانية- 54 يوما وزوجها الدكتور نصر شريم بالسجن ثمانية أشهر.
سياسة التعذيب
وكان نادي الأسير الفلسطيني، وهو جهة حقوقية تتابع شؤون الأسرى الفلسطينيين بسجون الاحتلال، قد قال في بيان سابق له إن سلطات الاحتلال وخلال العام الماضي 2019 والجاري 2020 أعادت سياسة تعذيب النساء الأسيرات، ونقل عن أسيرات قولهن إن بعض عمليات التعذيب “استمرت لأكثر من شهر”.
وتتمثل أساليب التعذيب والتنكيل التي مارستها أجهزة الاحتلال بحق الأسيرات، بحسب بيان سابق لنادي الأسير نشر في اليوم العالمي للأم، بين إطلاق الرصاص عليهن أثناء عمليات الاعتقال وتفتيشهن بعد التجريد من الملابس، واحتجازهن داخل زنازين لا تصلح للعيش.
كما جرى إخضاعهن للتحقيق ولمدد طويلة يرافقه أساليب التعذيب الجسدي والنفسي، منها الشبح بوضعياته المختلفة، وتقييدهن طوال فترة التحقيق.
وأكد النادي أن الأسيرات، وعددهن 41 أسيرة، يُعانين ظروفا حياتية صعبة في سجن “الدامون”، حيث وجود كاميرات في ساحة الفورة، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، كما تضطر الأسيرات لاستخدام الأغطية لإغلاق الحمامات، وتتعمد إدارة السجن قطع التيار الكهربائي المتكرر عليهن، فضلا عن “البوسطة” (حافلة السجن) التي تُشكل رحلة عذاب إضافية لهن، خاصة اللواتي يُعانين أمراضا صعبة.