زلزال في إيران يسفر عن قتيل اثر التدافع ويثير الهلع في العاصمة ومدنا حولها
ضرب زلزال في ساعة مبكرة الجمعة مناطق على مقربة من أعلى جبل في إيران وشعر به أهالي طهران، ما أدى إلى مقتل شخص على الأقل وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح، وأثار هلعا بين السكان الذين هرعوا إلى الشوارع.
وبلغت قوة الزلزال 4,6 درجات، وقد وقع الساعة 00,48 (20,18 ت غ) قرب مدينة دماوند على بعد نحو 55 كلم شرق طهران، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وفر العشرات من سكان طهران من منازلهم إلى شوارع وحدائق العاصمة، وفق مراسلي وكالة فرانس برس.
وأمضى العديد منهم الليل في سياراتهم الى جانب الطريق، خوفا من العودة الى منازلهم وحصول ارتدادات.
وكان بعضهم يضع كمامات، في إطار إرشادات الوقاية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد في الدولة الأكثر تضررا بالوباء في الشرق الأوسط.
وضرب الزلزال فيما كان المواطنون نائمين أو يستريحون بعد الإفطار.
وقال أحمد المقيم في طهران والبالغ 45 عاما “كنا جالسين عندما ضرب الزلزال. شعرنا بالمبنى يهتز، ثم خرجنا جميعا من المنزل كي لا نكون في خطر في حال ضربت هزات ارتدادية”.
وقالت زوجته مريم التي كانت مثله تلف نفسها ببطانية، إنهم هربوا من الشقة مستخدمين السلالم.
وأضافت ربّة المنزل البالغة 37 عاما “سارعنا للإمساك بأيدي أطفالنا وخرجنا”.
– أزمة فيروس كورونا –
وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة كيانوش جهانبور على موقع “تويتر” أن الزلزال أودى بحياة شخص.
ودعا جهانبور السكان إلى “التزام الهدوء” واتّباع إرشادات السلامة.
وقالت أجهزة الطوارئ الوطنية إن القتيل يبلغ من العمر 60 عاما ولقي حتفه في منطقة دماوند.
وأصيب 23 شخصا بجروح في محافظتي طهران والبرز، وفق متحدث باسم منظمة إدارة الأزمات.
وقال الهلال الأحمر الإيراني إن عناصره مستنفرون لكن حتى الآن لم ترد تقارير عن انهيار مبان، ما قد يوجب القيام بعمليات بحث وإنقاذ.
وقال مسؤول عمليات الإنقاذ في المنظمة حامد سجادي “الوضع الآن مستقر، لكننا لا نزال في حالة تأهب تام” في محافظات طهرن والبرز ومازندران وقم وسنمان.
وتم نقل ستة أشخاص إلى المستشفى، وفق ما أكد لوكالة فرانس برس.
وقال “كنا جاهزين لاستقبال الناس في ملاعب مع احترام قواعد التباعد الاجتماعي، إنما لم يكن ذلك ضروريا”، في إشارة إلى تدابير احتواء وباء كوفيد-19.
وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية إن الزلزال وقع على عمق عشرة كيلومترات. وكان مركز الزلزال إلى جنوب جبل دماوند، وهو بركان غير ناشط إلى حد كبير يبلغ ارتفاعه 5671 مترا ويعد أعلى قمم إيران.
وقال مركز رصد الزلازل في جامعة طهران إن قوة الزلزال بلغت 5,1 درجات وضرب على عمق سبعة كيلومترات.
وأفاد المركز عن سلسلة من الهزات الارتدادية بلغت شدة أقواها أربع درجات.
– زلزال دامية –
وتقع إيران عند ملتقى صفائح تكتونية عدّة ويعبرها عدد من الصدوع والفوالق الجيولوجية ما يجعلها عرضة لنشاط زلزالي كثيف.
وضرب زلزال في 23 شباط/فبراير الماضي قرية حبشي أوليا بغرب إيران، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص في الجانب الآخر من الحدود في تركيا المجاورة.
في تشرين الثاني/نوفمبر 2017، لقي 620 شخصاً مصرعهم في زلزال بقوة 7,3 درجات ضرب محافظة كرمنشاه (غرب).
وفي 2003، ضرب زلزال بقوة 6,6 درجات محافظة كرمان (جنوب شرق) ودمّر مدينة بم القديمة – بما فيها القلعة الشهيرة المبنية بالطوب الليّن – وقتل 31 ألف شخص على الأقلّ.
أما الزلزال الأكثر فتكاً في إيران خلال العقود الثلاثة الأخيرة فيعود إلى العام 1990 حين لقي أربعون ألف شخص مصرعهم وجرح 300 ألف وشرّد نصف مليون آخرين جراء زلزال بقوة 7,3 درجات ضرب شمال البلاد.
في كانون الأول/ديسمبر وكانون الثاني/يناير الماضيين، ضرب زلزالان مناطق قريبة من منشأة بوشهر النووية.