الجزائر: الحبس المؤقت للناشط محاد قاسمي بـ”تهمة ثقيلة” يثير تساؤلات
قررت نيابة محكمة أدرار (جنوب العاصمة الجزائرية) إيداع الناشط البارز في الحراك وضد الغاز الصخري محاد قاسمي الحبس المؤقت، بتهمة الإشادة بالإرهاب، بعد أن كان قد تم توقيفه منذ خمسة أيام ببيته.
وكانت النيابة على مستوى ولاية أدرار قد أمرت بحبس الناشط السياسي محاد قاسمي بعد أن وجهت له تهمة الإشادة بأعمال الإرهابية التخريبية، على خلفية منشورات قديمة له تعود إلى 2018 على صفحته الشخصية بموقع “فيسبوك”.
وقد أثارهذا الاتهام الخطير الكثير من التساؤلات، واعتبر مراقبون أن اعتقال قاسمي ومتابعة ناشطين آخرين في الحراك خلال الحجر الصحي بسبب كورونا هي “ضربات استباقية” من السلطات تحسبا لعودة الحراك المعلق بسبب جائحة كورونا وبقوة بعد رفع الحجر الصحي.
وقال الأستاذ الجامعي رضوان بوجمعة أن “محاد قاسمي متابع بتهمة ثقيلة، وهي الإشادة بالإرهاب، بسبب منشور يحمل صورة لأستاذ جامعي يسمى عبد السلام طرمون، قال عنه محاد أنه حمل السلاح بسبب التهميش وأن السلطة تتحمل مسؤولية التهميش ودفع الناس إلى التطرف وحمل السلاح، وهو كلام قد لا يساوي أي شيء أمام تصريحات الكثير من السياسيين في التسعينيات.
وأوضح أن ” المنشور الأخير لمحاد قاسمي حول الخوف على أدرار، كان واضحا بأنه وجه ضد شبكات المصالح في أدرار التي تستخدم العروشية ومريدي الزوايا للدفاع عن السلطة ورجالاتها، وهو ما لم يعجب هذه الشبكات فسارعت بالضغط من أجل اعتقاله والتخلص من شاهد حق يقلق شهود الزور والجور”.
وعاد بوجمعة للحديث عن السيرة الذاتية محمد بن عبد الرحمن قاسمي،و هو الاسم الكامل لمحاد، ولد في زاوية بودة أدرار في 11 ديسمبر / كانون الأول 1975، وهو أب لثلاثة أولاد، يحترف مهنة الحدادة، فهو صاحب ورشة حدادة ورثها عن والده، وهي المهنة التي تعرف بها كل العائلة.”
وذكر أن “محاد في كل كتاباته على الفيسبوك جد متوازن، فهو لا يسب ولا يشتم، لأنه يتبنى السلمية كمنهج “.
واللافت أن شعار محاد على حسابه عل فيسبوك هو “المواطن رمز من رموز الدولة”.
وكان محاد قاسمي الناشط البارز في الحراك كذلك قد استدعي في وقت سابق للتحقيق معه، وقال في تدوينة له إنه تم استجوابه من قبل شرطة الإنتربول في محافظة الشرطة لأدرار، مما أثار الكثير من الجدل والتساؤلات، خاصة أن هذا يأتي في وقت ارتفعت أصوات معارضة أصبحت محسوبة على السلطة إلى الجنوح للتهدئة من أجل توفير الأجواء المناسبة لفتح حوار جدي بخصوص تعديل الدستور والتحديات التي تواجه البلاد على مختلف الأصعدة.
وكان محاد قاسمي قد برز إلى الواجهة سنة 2015 في إطار الاحتجاجات التي عرفها جنوب البلاد، على إثر إعلان السلطات نيتها الاستثمار في الغاز الصخري، وهو الأمر الذي حرك مظاهرات واحتجاجات دامت عدة أسابيع، قبل أن تتراجع السلطات عن المشروع.