رئيس الجزائر يحذر من تحول ليبيا إلى “صومال جديد” ويرحب بأي مبادرة مغربية لإنهاء الأزمة بين البلدين
قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن الوضع في ليبيا شبيه بما يجري في سوريا بسبب تعدد التدخلات الأجنبية، محذرا من تحول ليبيا إلى “صومال جديد”، كما أكد أن الجزائر سترحب بأي مبادرة من “الإخوة المغاربة” لتجاوز التوتر بين الطرفين.
وقال تبون -خلال مقابلة مع التلفزيون الفرنسي الحكومي- إن الأمور في ليبيا قد تنزلق إلى ما هو أسوأ من النموذج السوري “إن لم نصل” إلى وقف لإطلاق النار في ليبيا لإعادة بناء دولة على أسس “الشرعية الشعبية” حيث إن هناك ما هو أخطر من النموذج السوري في ليبيا، وهو ما يحدث الآن، حسب تعبيره.
وأضاف “نفس اللاعبين الفاعلين ونفس النهج يحدث الآن في ليبيا، وما أخشاه هو أن تدفع الظروف القبائل الليبية كي تسلح نفسها، وآنذاك لن يكون النموذج السوري في ليبيا بل النموذج الصومالي”.
ترحيب بأي مبادرة مغربية
وفي موضوع آخر قال الرئيس الجزائري -في المقابلة ذاتها- إنه إذا كانت هناك مبادرة من الأخوة المغاربة لتجاوز التوتر “سنرحب بها بالتأكيد، وأظن أنهم يمكنهم إطلاق هذه المبادرة لإنهاء هذه المشاكل”.
وأشار إلى أن التوتر بين البلدين ما زال لفظيا لحد الآن، وأعرب عن أمله بأن تتوقف الأمور عند هذا الحد، وأضاف “صوت العقل كان دائما الأعلى في علاقات البلدين”.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2019 أرسل الملك المغربي محمد السادس برقية تهنئة إلى تبون بتوليه منصبه رئيسا للجزائر، ودعاه فيها إلى فتح صفحة جديدة في علاقات البلدين على أساس الثقة المتبادلة والحوار البناء.
وخلال الأسابيع الماضية، تجددت توترات سياسية ودبلوماسية بين الجزائر والمغرب على خلفية تصريح لدبلوماسي مغربي ضد الجزائر.
ولدى سؤاله عن معلومات متداولة بشأن قرار بلده إنشاء قاعدتين عسكريتين على الحدود مع المغرب ردا على مشروع مماثل من الرباط، رد تبون “لا أؤكد ولا أنفي ذلك”
ومنذ عقود، تشهد العلاقات الجزائرية المغربية انسدادا على خلفية ملفي الحدود البرية المغلقة منذ 1994 وقضية إقليم الصحراء المتنازع عليه بين الرباط وجبهة البوليساريو.
وفي ذات المقابلة وصف تبون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه شخص صادق ونظيف، ويمكن الذهاب معه بعيدا في التهدئة وحل المشاكل المتعلقة بالذاكرة مع باريس.