بحضور 12 شخصا فقط.. دفن جثمان عصام العريان تحت حصار أمني مشدد
دفن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين عصام العريان فجر اليوم الجمعة بحضور 12 شخصا فقط، وسط إجراءات أمنية مشددة، حسب ما أفادت به وكالة الأناضول التركية للأنباء ووسائل إعلام مصرية.
ونقلت الأناضول عمن وصفته بالمصدر القانوني المطلع -الذي فضل عدم ذكر اسمه- أن العريان دُفن في مقبرة مرشدي جماعة الإخوان المسلمين بمقابر “الوفاء والأمل” (شرقي القاهرة).
وأضاف أن 12 شخصا فقط من أسرته ومحاميه حضروا الدفن، وسط تشديدات أمنية.
وذكر المصدر أن شهادة الوفاة تشير إلى تعرضه لأزمة قلبية، وأن النيابة العامة أمرت بتشريح جثمانه، وانتهت إلى عدم وجود شبهة جنائية.
وأكدت صحيفة محلية نقل أجهزة الأمن جثمان عصام العريان من داخل السجن إلى مقابر الوفاء والأمل، بعد إصدار النيابة العامة إذنا بالدفن والتأكد من عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة، وفقا للصحيفة.
وكانت مصادر قالت للجزيرة في وقت سابق إن السلطات ترفض تسليم جثمان العريان إلى عائلته لدفنه، وإنها أبلغت العائلة أنها ستدفنه بمعرفتها.
صلاة الغائب بإسطنبول
من جهة أخرى، أدت جموع من المصلين في ساحة جامع الفاتح بمدينة إسطنبول صلاة الغائب على عصام العريان اليوم الجمعة.
من جهته، قال ممثل الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين في تركيا عبد الوهاب أكنجي في كلمة له “مهما حاولوا الاغتيال والظلم والاستبداد، فليعلموا أن شهداء العدالة والحرية سيبقون بيننا أحياء برسائلهم وأهدافهم التي استشهدوا من أجلها”.
من ناحية أخرى، قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية اليوم إن النيابة العامة تباشر التحقيقات في وفاة عصام العريان.
وأضافت أن الطبيب الشرعي أودع تقريرا مبدئيا أكد فيه “خلو الجثمان من أي إصابات ذات طبيعة جنائية”.
وتوفي عصام العريان (66 عاما) في محبسه بمصر أمس الخميس، وقالت وسائل إعلام محلية إن وفاته بسبب أزمة قلبية مفاجئة، لكن المعارضين المصريين في الخارج وناشطين حقوقيين اتهموا السلطات بالتسبب في وفاته نتيجة الإهمال الطبي المتعمد.
وتعد وفاته أحدث حلقة في سلسلة الوفيات في صفوف قادة جماعة الإخوان المسلمين ومئات المعارضين المسجونين في ظروف مشابهة، ومن أبرز من سبقوه محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب لمصر، والقيادي محمد مهدي عاكف.
من جهته، أدان عمرو مجدي مسؤول الملف المصري بمنظمة هيومن رايتس ووتش ما وصفها بالانتهاكات المؤسفة التي تعرض لها العريان داخل سجن العقرب.
ودعت المنظمة السلطات إلى إجراء تحقيق سريع ونزيه وشفاف في وفاة العريان، وإعطاء أسرته ومحاميه المعلومات الكاملة عن حالته الصحية، وما تم تقديمه له من رعاية طبية.
واستنكرت المنظمة الدولية مسارعة النظام المصري وإعلامه إلى ادعاء أن وفاة العريان كانت طبيعية.
وفي الاتجاه نفسه، دعت منظمة العفو الدولية السلطات المصرية إلى فتح تحقيق فوري في ملابسات وفاة العريان وظروف احتجازه وقدر الرعاية الطبية التي حصل عليها.
ونعى العريان عشرات السياسيين البارزين في مصر والعالم العربي، كما تفاعل آلاف المعلقين عبر منصات التواصل الاجتماعي مع خبر رحيله، معبرين عن حزنهم وغضبهم.
وتزامنت وفاة العريان مع حلول الذكرى السابعة لمجزرة ميدان رابعة العدوية التي شهدت فض اعتصام المعارضين للانقلاب العسكري.