سلطان زنجبار يعود الى عٌمان من منفاه البريطاني بعد 56 عاماً
عاد جمشيد بن عبدالله السعيد، آخر سلطان لزنجبار (91 عاماً) ، إلى سلطنة عُمان، بعد أكثر من نصف قرن من العيش في المنفى البريطاني، والطقس الذي لا يمكن التنبؤ به.
ووصل الرجل الذي حكم الأرخبيل الصغير في المحيط الهندي حتى تم الاطاحة به في ثورة دامية في كانون الثاني/ يناير إلى سلطنة عُمان أخيراً بعد أن رفضت الحكومات السابقة عدة طلبات للسماح له بالعيش في الدولة الخليجية لأسباب أمنية.
وأفاد تقرير لصحيفة “الغارديان” البريطانية” أن عُمان وافقت أخيراً على طلبه بالتقاعد في البلاد بسبب سنه، وقال أحد أفراد عائلته :” لقد كان دائماً يريد قضاء أيامه الأخيرة في بلد أجداده، والآن هو سعيد لأنه يستطيع فعل ذلك”.
ورفض مسؤول حكومي في عُمان التعليق على هذه التقارير.
وبدأت الرحلة الطويلة للسلطان السابق لجزر زنجبار بعد أن أصبح سلطاناً عقب وفاة والده في يوليو 1963، ولكن في ديسمبر في ذلك العام، استقلت الجزر التي تبعد عن تنزانيا 22 ميلاً فقط عن بريطانيا، وبعد شهر واحد، تم خلع السلطان في تمرد، وتم إعلان الجمهورية.
وقد فر السلطان المخلوع من زنجبار على متن اليخت الملكي في حين استولت قوة التمرد على قصره، وبعد أن رُفض السماح له بالاستقرار في عُمان، سافر إلى بريطانيا مع حاشية من 61 من الأقارب والأصدقاء والموظفين.
وذكرت صحيفة نيويورك أن السلطان انتقل مضطراً، بعد أسبوعين من سفره، إلى الانتقال من فندق هادئ بالقرب من قصر باكنغهام إلى فندق متواضع في بايسووتر على الجانب غير المألوف من هايد بارك، وأضافت الصحيفة أن الحكومة البريطانية دفعت له 100 ألف جنيه استرليني في مايو 1964، وقد سمح له هذا المبلغ بالاستقرار في منزل شبه منفصل في ساوتسي بهامبشاير.
وعلى مدى 56 عاماً في المنفى، عاش السلطان السابق في منتجع على شاطئ البحر في بريطانيا، ولكنه لم يُلفت أي اهتمام، وقال صحافي بريطاني تابع قصته إنه لم يتمكن من العثور على شخص محلي واحد يعرف بأنه كان هناك.
ويحكم زنجبار، الأن، الرئيس علي محمد شين، وهي حاليا منطقة شبه ذاتية الحكم في تنزانيا، و تقطنها غالبية من المسلمين تصل إلى حوالي 1.3 مليون نسمة.
ومن أهم الشخصيات المعروفة من زنجبار، المغني العالمي فريدي ميركوري، واسمه الحقيقي فروخ بولسارا، الذي ولد في ستون تاون، الحي التاريخي في عاصمة زنجبار، وقد توفي نجم فرقة “كوين” بمرض الايدز.
وأفادت التقارير أن الآلاف من مواطني زنجبار انتقلوا إلى عٌمان في السنوات التي تلت التمرد، بمن فيهم أبناء السلطان السابق السبعة.