ترامب يهاجم إيران ويتفاخر باغتيال الجنرال سليماني وروحاني يرد: حقبة الهيمنة انتهت
شهدت الدورة الـ75 للجمعية العامة للأمم المتحدة مواجهة ساخنة بين إيران والولايات المتحدة بشأن العقوبات ومكافحة الإرهاب، وبينما شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوما على إيران وتفاخر بقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن العقوبات الأميركية لن تجعل بلاده تخضع.
ففي كلمته التي ألقاها أمس الثلاثاء بواسطة الفيديو، قال ترامب إن إدارته انسحبت مما وصفه بالاتفاق النووي الإيراني الفظيع، كما عملت على مكافحة ما سماه الإرهاب، وعلى تحقيق السلام في العالم.
وأضاف أن بلاده فرضت عقوبات هائلة على ما وصفها بالدولة الراعية الأولى للإرهاب في العالم، في إشارة إلى إيران.
كما قال إن بلاده تخلصت ممن سماه الإرهابي رقم واحد في العالم قاسم سليماني الذي قتل مطلع العام الجاري مع نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي وآخرين في غارة أميركية أثناء مغادرتهم مطار بغداد.
وكان ترامب قال سابقا إنه عندما يفوز بولاية رئاسية ثانية سيبرم بسرعة اتفاقا مع إيران، وتريد إدارته الاستعاضة عن اتفاق عام 2015 الذي انسحبت منه في مايو/أيار 2018 بآخر يفرض قيودا مشددة على برامج إيران النووية والصاروخية، ويوقف دعمها لجماعات مسلحة مرتبطة بها في المنطقة.
والأحد الماضي، أعاد الرئيس الأميركي فرض العقوبات التي كانت تفرضها الأمم المتحدة على إيران، وذلك بعد فشل واشنطن في إقناع مجلس الأمن الدولي بتمديد حظر السلاح على إيران الذي ينتهي منتصف الشهر المقبل.
روحاني يرد
في المقابل، قال الرئيس الإيراني حسن روحاني إنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تفرض على بلاده لا الحرب ولا المفاوضات.
وأضاف روحاني في كلمة عبر الفيديو ضمن الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده ليست ورقة مساومة في الانتخابات الأميركية.
وتحدث روحاني بلهجة تنطوي على التحدي عن سياسة إدارة ترامب تجاه بلاده، بما في ذلك فرض عقوبات غير مسبوقة، قائلا إنه “حان الوقت لنقول لا للتنمر والغطرسة، حقبة الهيمنة قد انتهت”.
كما رد على اتهامات ترامب لإيران بشأن الإرهاب بالقول إن من يتفاخر بمحاربة الإرهاب هو من صنعه.
وأعلنت إيران مرارا أنها لن تجري أي مفاوضات مع الولايات المتحدة ما لم ترفع العقوبات وتعود إلى الاتفاق النووي الأصلي.
وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال في وقت سابق إن بلاده تستحق تعويضات عن انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وإعادة فرضها عقوبات على بلاده.
وأضاف ظريف أن الاتفاق النووي ما زال حيا، مؤكدا رفض بلاده التفاوض بشأنه مجددا.
واعتبرت طهران قرار الرئيس الأميركي إعادة فرض العقوبات الأممية عليها خارج إطار مجلس الأمن تهديدا للأمن العالمي ولاستقرار المنطقة.
تباين أوروبي أميركي
وبالتوازي مع التراشق الكلامي بين ترامب وروحاني، كان واضحا التباين في المواقف بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي مع إيران والسياسة التي يجب انتهاجها إزاءها.
ففي هذا الإطار، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن فرنسا وألمانيا وبريطانيا لن “تتنازل” عن رفضها دعم إعادة العمل بالعقوبات الأممية على إيران بعدما بادرت الولايات المتحدة إلى ذلك.
وقال ماكرون إن الولايات المتحدة ليست في وضع يسمح لها بتفعيل آلية العقوبات الأممية بعد انسحابها من الاتفاق النووي، محذرا من أن هذه الخطوة يمكن أن تضر بوحدة مجلس الأمن وسلامة قراراته.
وأضاف أن فرنسا وبريطانيا وألمانيا ستظل تطالب بتنفيذ تام لاتفاق فيينا 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني، ولن تقبل بالانتهاكات التي ترتكبها إيران.
في المقابل، اتهم وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الأوروبيين بعدم القيام بأي جهد لمنع تجارة الأسلحة مع إيران عبر رفضهم دعم قرار واشنطن إعادة فرض العقوبات الأممية على طهران.
وفي مقابل الانتقادات التي عبرت عنها الدول الأوروبية المشاركة في الاتفاق النووي، بالإضافة إلى روسيا والصين، اعتبر بومبيو أنه لو لم تعد بلاده فرض العقوبات الأممية على إيران لاشترت الأخيرة أسلحة ودبابات وأنظمة دفاع جوي خلال بضعة أسابيع.