حراك داخل الفصائل الفلسطينية حول ملفّ المصالحة
بقلم مراد سامي
يعلق الفلسطينيون الكثير من الآمال على مسار المصالحة الحالي حيث تحاول الفصائل الفلسطينية و على رأسها فتح و حماس تجاوز الخلافات الكثيرة بينها لترتيب البيت الفلسطيني و توحيد الجهود لمواجهة قوى الاحتلال التي تسعى بحسب الكثيرين من المحللين لقبر الحلم الفلسطيني في دولة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المعترف بها دوليا .
هذا و تُشير بعض المواقع الإخباريّة في قطاع غزّة إلى تقدّم مسار المصالحة الفلسطينية ببطئ شديد في الآونة الأخيرة، ويعود ذلك إلى أسباب متعدّدة، بعضها متعلّق بحركة حماس وآخر بحركة فتح.
بعض المواقع الإعلاميّة المقرّبة من حماس تؤكّد أنّ التعطّل الحاليّ يعود إلى عدم نيّة حركة فتح تقديم التنازلات الكافية من أجل إنجاح مسار المصالحة، في حين أنّ حماس قدّمت تنازلات كثيرة من أجل تجاوز إشكالات الماضي.
في الضفّة الأخرى، ترى قيادات حماس في غزّة، وعلى رأس هؤلاء يحيى سنوار أنّ صالح العاروري، ممثّل الحركة في محادثات المصالحة مع فتح وإسماعيل هنيّة الرئيس الحالي لحركة حماس قد قدّما تنازلات تفوق طاقة الحركة، وأنّ عليهما التراجع عنها.
هذه الخلافات الداخلية داخل حركة حماس، والتوجّه الصلب لحركة فتح قد يؤدّي إلى عرقلة مسار المصالحة أو ربّما إلغائه من أساسه.
لن يكون فشل مشروع المصالحة غريبا على الفلسطينيّين لأنّه ليس المشروع الأوّل من نوعه، ففي السنوات الـ14 سنة الماضية، حاول أكثر من الطّرف التوسط بين الحركتيْن من أجل إيجاد حل للخلاف القائم بينهما، لكن دون نجاح أيّ محاولة منها.
يضع الكثيرون آمالهم في المحادثات التي تجري الآن بين فتح وحماس. من المعلوم أنّ فلسطين أمام تحدّيات اقتصادية واجتماعية وسياسيّة تاريخية ضخمة، وهو ما دفع الحركتين منذ البداية للجلوس إلى الطاولة ووضع الخلافات على جانب، فهل تنجح الحركتان في القطع مع الماضي رغم مؤشّرات الإخفاق ؟