عودة الهدوء الى شوارع رام الله يضع حماس في موقف محرج
قلم الأستاذ مراد سامي
بعد أسابيع متوترة نسبيا بدأ الهدوء يعود تدريجيا في الداخل الفلسطيني مع اقتراب عيد الاضحى المبارك وبدء الاستعدادات لهذه المناسبة الدينية الخاصة.
وكانت موجة من الاحتجاجات الشعبية قد اندلعت مؤخرا في شوارع رام الله رفضا للتعامل الأمني العنيف الذي أدى الى وفاة الناشط السياسي المعارض نزار بنات خلال تنفيذ وحدات الأمن الفلسطينية مذكرة إيقاف صادرة في حقه.
وساهم التعامل الرصين للحكومة الفلسطينية مع هذا الملف في تهدئة الرأي العام حيث تم وقف كامل أعضاء الدورية الأمنية التي قامت باعتقال نزار بنات ورفع تقرير مفصل بملابسات الحادثة الى الجهات القضائية المختصة للبت فيها.
ورغم المساعي الحمساوية المكثفة لتجيش الشارع الفلسطيني في الضفة ضد السلطة الفلسطينية عبر منابرها الإعلامية المختلفة فقد استعادت شوارع رام الله هذه الأيام هدوئها المعهود.
وتعرضت حركة حماس بدورها الى موجة من الانتقادات بعد وفاة المعتقل نوفل شادي في سجونها واتهمها عدد من الناشطين بازدواجية الخطاب والمعايير.
وتعيش حركة حماس المسيطرة على قطاع غزة منذ انقلاب العام 2007 وضعا صعبا في ظل فشلها في الحشد ضد السلطة الفلسطينية وتأخر عملية إعادة اعمار غزة نظرا لرفض الدول المانحة تسليم الأموال مباشرة للحركة.
وكان عضو الكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق قد انتقد مؤخرا أداء قيادة الحركة في غزة لاسيما في ظل تعثر ادخال الأموال القطرية الى القطاع وبطء الجهود المصرية لإدخال البضائع والمواد المعدة لإعادة اعمار القطاع.
ويرفض شق يحي السنوار في حماس أي وساطة للسلطة الفلسطينية التي تحظى بدعم القوى الدولية في ملف إعادة اعمار غزة نظرا للنتائج السياسية الوخيمة على الحركة حال القبول بشرعية السلطة في رام الله.